انهارت المبادئ والقيم التي كانت تزعم المجتمعات الغربية انها تمتلكها دون غيرها من المجتمعات اثناء الشدة والبلاء، فكانوا بالأمس القريب يسخرون من دول العالم الثالث عند تقديم شيء من العون لهم كمساعدات بسيطة تجعل بعض الفقراء والمحتاجين يتسابقون عليها ويقاتل بعضهم بعضًا للحصول على اكبر قدر من هذه المساعدات نتيجة الفاقة التي وصلوا اليها.
واليوم وبعد انتشار فيروس كورونا في أوساط المجتمعات الغربية حصلت احداث وظواهر غربية اظهرت الحقيقة الكامنة الخاملة في وعي تلك الشعوب المتحضرة، التي مارست التحضر لعقود من الزمن الناتج عن الرفاهية المتراكمة والثقافة الخاوية من الإيمان والقيم الروحية. حالة الهلع والذعر التي وصلوا اليها أدى الى نفاذ المؤن من أماكن التموين وبسرعة كبيرة وانتشار ظاهرة "حمى الشراء"خاصة المواد الغذائية والمنظفات نتيجة لتخزين بعض المواطنين كميات كبيرة من المؤن خوف من القادم، على الرغم من ان دولاً مثل إنجلترا رفعت من معدل جاهزيتها الإنتاجية الى ٥٠٪ بعد تأكيد السلطات على عدم وجود نقص في الطعام .
وصل بهم الخوف الى درجة الدخول في معارك ومشاجرات وضرب بالأيدي في المتاجر للحصول على كميات كبيرة لسلع مثل أوراق المراحيض كما حدث في استراليا لمشاحرة وصلت الى الضرب، وشد الشعر، والصراخ بين امرأتين، مع انه لن تحدث اي مشكلة اذا لم يحصلن على كمية كبيرة من أوراق المرحاض.
العنصرية ضد الآسيويين كانت أيضا اهم العناوين البارزة هذه الأيام ، فبعد ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين و مع تزايد عدد المصابين به في الغرب ارتفع منسوب العنصرية الى حد كبير عكست حالات التنمر والتفرقة والعنف العنصري المنهج تاريخا طويلا" من التمييز العنصري والعرقي في الغرب ضد الأشخاص الذين ينحدرون من أصول شرق آسيوية، او ما يسمونهم بـ"الخطر الأصفر".
هذا التصرفات وغيرها من الممارسات نسفت الصورة النمطية التي حاول ان يبنيها الغرب على مدى عقود طويلة انهم أهل رقي وتقدم وتحضر وان ما سواهم مجرد كائنات لا قيمة لها ولا تستحق العيش. لذا عززت هذه التصرفات قناعتنا بان العقيدة والإيمان يسبقان العلم والمعرفة في بناء الحضارة، فهذين الركنين يمثلان الأساس المتين لأي حضارة بشرية.