ظِلُ كورونا الثقيل يكاد يغطي الكوكبة الأرضية برمتها حالياً... فتك بالأنظمة القوية قبل الضعيفة والكبيرة قبل الصغيرة والغنية قبل الفقيرة...لا يضع أدنى اعتبار لرجل دين او دولة ولا يميز بين ابيض او اصفر او اسود فقد يباغت كل هؤلاء في اي لحظة...لطيف بالصغار خبيث على المرضى والشيوخ الكبار.
تم إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية في بعض الدول وتعليق السفر او القدوم اليها فقد ألغت اليابان ثلاثة مليون فيزة كإجراءات احترازية حتى إشعار اخر لمنع وصول فيروس كورونا.
فهذا هذا الفيروس لا يعترف بالحدود ولا ينتظر اذناً من هذه الدولة او تلك ليعبرها...تسبب هذا الفيروس بما هو أخطر من الإصابة، أي الهستيريا فقد وصل الحال الى إغلاق العديد من المصانع وتأثر أسواق المال، وإلغاء آلاف الأشخاص رحلاتهم وعطلهم بسبب الأخبار المتداولة عن سرعة انتشاره في حين سارع العديد من المواطنين إلى مراكز التسوق لشراء الأغذية التي يمكن تخزينها استعدادا لأي حجر صحي محتمل.
لم يخطر ببال أحد ان دولة مثل العراق يجتمع فيها الأحزاب والأطراف السياسية مرة أخرى بسبب الصراعات والخلافات الدائرة بينهم، إلا أن ظهور هذا الفيروس فيروس وانتشاره هناك خالف جميع التوقعات وقلب المعادلة وأثبت قوة التلاحم الاجتماعي بين مكونات وطوائف هذا المجتمع في مشهد لم يعتد عليه العراقيون ...
تم تعطيل الدوام الرسمي في الجامعات والكليات والمدارس لبعض الدول خشية ان يفتك بهم.اصبح كابوساً مخيفاً فبمجرد الشعور بالحمى والإرهاق والسعال الجاف أو الرشح، اول ما يتبادر الى الذهن هذا الفيروس مع انها قد تكون أعراض للإنفلونزا او غيرها من أمراض الشتاء ...المبالغة فيه او الاستسهال منه وجهان لعملة ومسارين يحملان نفس العنوان...
نتمنى ان لا يطول بقاءه وان يحمل حقائبه ويرحل غير مأسوفاً عليه فقد أفزعنا وأحزننا كثيراً...