منذ ظهور فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية سارعت كل الدول إلى إجلاء رعاياها دون أي ضجيج ودون أن يضطر الطلاب إلى المطالبة بالإجلاء عبر وسائل الإعلام على اعتبار أن هذا حق طبيعي من حقوق الطالب وواجب من واجبات الدولة على رعاياها .
وحدهم طلاب اليمن الذين وجدوا أنفسهم في دائرة الإهمال حيث لم يكترث لوضعهم أحد إلا الحكومة الصينية مشكورةً حيث اعتبرت حماية القاطنين في الصين جميعاً مواطنين وأجانب مسؤوليتها فكرست كل قدراتها ووظفت كل طاقتها لحماية الجميع من وباء كورونا .
ورغم المناشدات المتكررة والمستمرة من الاتحاد العام لطلاب اليمن في الصين ومن طلاب ووهان ومن أسرهم بضرورة إجلاء الطلاب اليمنيين من مدينة ووهان خوف أن يتعرض أي منهم للإصابة إلاّ أن الاستجابة لم تكن كما يأمل الطلاب وظل الصمت هو سيد الموقف بالنسبة للحكومة اليمنية ، ومع استمرار الضغط الإعلامي واستمرار المطالبة بضرورة الإجلاء لاح في الأفق بارقة أمل عبر مبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة بنقل الطلاب اليمنيين ومن تبقى من طلاب الدول الأخرى عرب وأجانب إلى الإمارات حيث تقام فيها فترة الحجر الصحي لمدة أقصاها 25 يوماً .
أبلغت سفارتنا طلابنا قبل أكثر من أسبوعين بحزم امتعتهم والاستعداد للسفر رغم ان هذا جاء متاخراً مقارنة ببقية الجاليات العربية الا اننا قلنا بادرة خير ولكن استمر الانتظار لأكثر من أسبوعين ثم حددت بعد ذاك موعدا للسفر كان في تاريخ ٢٩- من الشهر الماضي وعندما تجهز الطلاب وخرجوا من جامعاتهم استعدادا للسفر بعد أن قاموا بتسليم السكنات الخاصة بهم وتوزيع كل ما لا يمكن حمله معهم وتسليم العهد التي لديهم للجامعات وخرجوا إلى طريقهم مغادرين جامعاتهم ومساكنهم إلى المطار يأتيهم بلاغ مفاجئ بأن عليهم العودة مجدداً إلى أماكنهم فقد تم تأجيل موعد السفر إلى ٣ من هذا الشهر فكان هذا الخبر شكل صدمة كبيرة للطالب ومعاناة جديدة تسجل فوق التي قد عاناها سابقا وكيف له العودة إلى سكنه الذي قد قام بتسليمه وأصبح مسافرًا لا يملك الاّ أمتعته التي في حقيبته ويعود يجر اذيال الخيبة والمعاناة معه مجددا مكسور الخاطر لَا يستطيع النظر إلى وجه من ودعهم من مدرسيه وإدارة الجامعة وغيرهم . وقد انعكس هذا الأمر سلباً على الطالب وعلى صورة الطلاب اليمنيين بشكل عام أمام زملائه وأصدقائهم الصينيين وإدارة الجامعة.
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن الجميع لماذا لم يتم إبلاغ طلابنا بالوقت المناسب كما تم إبلاغ بقية الجاليات ؟ وهل كانت السفارة اليمنية على علم بهذا التأجيل أم لا ؟ وإذا لم تكن على علم فلماذا ؟ وفي كل الحالات فهي مشكلة كبيرة يصدق فيها البيت الشعري الشهير .. إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ويؤكد في ذات الوقت ما ذكرناه سابقاً من وجود خلل حقيقي يجب على الحكومة الوقوف عنده بصورة عاجلة وجادة وإصلاحه .
يجب أن يعي الجميع أن كل تصرف من هذه التصرفات له تبعاته على مستوى الأفراد وعلى مستوى الصورة الذهنية عن الإنسان اليمني في كافة دول العالم وليس فقط في الصين .
*رئيس اتحاد طلاب اليمن في الصين