أسهم الحوثيون في عملية القتل والتهجير الذي تعرض له اليمنيون، وساهموا كذلك في عملية التدمير الذي تعرضت له اليمن أرضا وإنسانا . وفي جرائمهم تلك يعتقدون ومن غير تردد ولا تلعثم أنهم سيمضون إلى حوار مع المملكة العربية السعودية لاستقبال الزمن الآتي وحيدين دون غيرهم . ويعتقدون أن خاتمتهم التي يأملون بها ستكون سعيدة . وستكون إنتصارا يتوج حكمهم للشعب اليمني .
ولست بحاجة للقول إن الحوثيين قد وصلوا إلى خريفهم المنتظر ، وأن الخاتمة التي يأملون بالوصول إليها هي محض وهم ، ذلك لأنهم قد زرعوا الكراهية لدى الشعب اليمني ، وصنعوا الشر الذي لا تزول آثاره ولا تموت .
ظل الحوثيون يعملون على تأجيل الملفات اليمنية وسحبها من يد اليمنيين واتهام من يتحدث عن الحوار مع السعودية بالخيانة العظمى بل وقتله كما فعلوا مع الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح .
بصرف النظر عن المبررات التي ستتوارى هذه العصابة خلفها وعن الخطاب الذي ستعتمده بعد ذلك على الأقل أمام أتباعها الذين زرعت في عقولهم ثقافة العدوان السعودي والانتصار للسيادة اليمنية وتحرير اليمن من الوصايا السعودية ، نستشف أنها تفاخر اليوم بأنها تجري حوارات سرية مع المملكة . وكأن المسألة سباق على من يستفرد بالسعودية ويعمل بمفرده معها .
والسؤال الذي يطرح نفسه : عن أي عمالة ستتحدث وعن أي موت لأمريكا سترفع وأمريكا هي الراعي لهذا الحوار ؟ . طبعا بالنسبة لهذه العصابة لا يهم سقوط هذه الشعارات ، فقد أسقط الحرس الثوري من قبلها شعار الموت لأمريكا . والأهم من ذلك كيف سيكون وضع عناصرها الذين ماتوا وهم يظنون أنهم سيدخلون الجنة ، ويكتشفون أنهم ماتوا لأجل المشروع الإيراني ؟ .
أي انتصار ستتحدث عنه هذه العصابة ونقيض ذلك بين من خلال ملايين المشردين اليمنيين في بقاع الأرض ، كما هو ظاهر في الدمار والخراب الذي طال البنية التحتية ، فأين النصر هنا ؟ .
كما قلت إن هذه العصابة في مرحلة السقوط . إنها تتعرض لمرض الوهن الذي ما إن يصيب جماعة حتى تتداعى أركانها ، وعلامة هذا المرض التضخم والبطالة . لقد تعرضت اليمن لمثل ذلك حين ضربت وأطفئ توهجها الزراعي والتجاري والحضاري على يد الفرس وانتصر اليمنيون عليهم . وهاهي اليوم تطفأ من جديد على يد شرذمة تأتمر بأمر طهران ، سينتصر اليمنيون لمشروعهم الوطني من جديد .
لقد ولدت هذه العصابة ميتة ، وخلافات اليمنيين والتدخل الإقليمي أجل دفنها لبعض الوقت . وهاهي اليوم تشيع جثتها النتنة إلى مثواها الأخير . رحم الله الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ، قال هذه الجماعة تنمو في الحرب وتموت بالسلام .لقد ذهبت وفودهم تحاور في الرياض ومسقط ، ولم يدخلوا مكة والمدينة فاتحين .
*من حائط الكاتب على موقع "فيسبوك".