مأرب تلك الجغرافيا التي انطلقت منها حضارة سبأ العالمية وكانت دولة سبأ لا مركزية في الحكم وحكمها أشبه بحكم فيدرالي اتحادي، تمثل الشورى فيه محور ارتكاز (وما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون ) هذا العمق الحضاري الضارب في التاريخ :يفسر ما عليه عاصمة سبأ اليوم من احتضان لمشروع اليمن الاتحادي وانفتاحها لمن قصدها من أبناء اليمن عموما، سواء من خرج مطاردا من رواد النضال والكفاح الوطني ضد فلول الإمامة وأدوات الاستعمار ، أو من ضاقت به سبل العيش الكريم تحت وطأة المليشيا الانقلابية شمالا وجنوبا :من أصحاب رؤوس الأموال أو أصحاب الحرف واليد العاملة، كلهم وجدوا في مأرب ما يحفظ كرامتهم، وينمي ثرواتهم، ويوظف طاقاتهم وإبداعهم ، ولما لأهل مأرب من اعتزاز بانتماءهم الحضاري لليمن ارضا وتاريخا وإنسانا فهم يحبون من هاجر إليهم ، ولم يكن الموقف الذي وقفه كل أبناءها وأحزابها ومنظماتها مجموعين ضد الانقلاب غريبا . لم تتلعثم بمأرب إبان الانقلاب الحروف، ولم تسعف اللغة العربية بعض قياداتها ليتموضعوا في المنطقة الرمادية، بل اختاروا أداة نفي للتماهي ونهي للقبول بالانقلاب وقالوا :؛؛؛ لااااااا .
مأرب اليوم أخذت حقها في الاهتمام الرسمي والشعبي والإقليمي والدولي، تصدرت المشهد بعد عقود من التشويه والتهميش الإمامي والعفاشي الممنهج ، وتبوأت مكانا عليا في قلوب اليمنيين، مكانا يليق بعلو شأوها وأصالتها في التاريخ .
مأرب الأهمية والاهتمام: هي قلعة الجمهورية، ومنطلق مشروع اليمن الاتحادي، وعرين الاسود والابطال، ومنتدى الفكر والثقافة والفلسفة الوطنية الراشدة الواعدة.
مأرب قبلة الأحرار، ووجهة عقد بنواصي من فيها الأمل، بل وحديث خواطر اليمنيين في أوقات التأمل والنظر لتجاوز بؤس وشقاء الواقع المرير تحت وطأة المليشيا الانقلابية شمالا وجنوبا. ختاما: .. حتى نحافظ على مكانة مأرب بهذه المرحلة ، يجب أن نشيع ثقافة الدولة ،وثقافة القانون، ونعمل على بناء المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني بمنطلقات وطنية بحتة، بعيدة عن التبعية لأي ثقافة وافدة ، ملبية لاحتياجات المجتمع، جاعلة من خصوصيته وذاتيته: حدودا لا يجوز تعديها، ولا مانع من الاستفادة من خبرات الأمم والشعوب، لكن بما لا يضيع هويتنا اليمنية الحضارية، إذ هي الباعث لنهضة جديدة، و لحظة إقلاع حضاري جديد، يليق بتاريخنا المجيد، وجغرافيتنا المباركة، وشعبنا الطيب.