منذ انقلاب المجلس الانتقالي الأخير على الحكومة الشرعية في عدن ورغم أنني اعتقد أنه مجرد مرحلة استنزاف للقدرات والامكانات فقط إلا أن الحدث يضع علامة استفهام قد تغيّر المشهد اليمني ، وتغير نظرتنا للحقائق والتسليم بها من الأساس .
التساؤل المطروح اليوم : هل يضفي السلاح والقوة لاصحابه امتلاك الشرعية ، وهل يصح لنا التعامل مع من استخدمهما للانقلاب وصناعة واقع جديد كسلطة أمر واقع ؟، وهذا كله يذهب بنا لنقاش اخطر واعمق ..
فإذا سلمنا جدلاً أن المجلس الانتقالي الذي امتلك السلاح والدعم الاماراتي العسكري أرضاً وجواً يحق له أن يصبح حاكما مطلقاً للأرض التي يسيطر عليها حالياً فإن ذلك سينطبق كذلك على مليشيا الحوثي الذي سلكت نفس الطريق ، وذلك لأن الانقلابين يشبها بعضهما ، والوجوه نفس الوجوه اختلاف الأسماء فقط ، وسيقودنا التسليم بالامر الواقع الناتج عن استخدام القوة إلى منزلق أخطر ، وهو الأهم ، مالذي نفعله إذن منذ العام 2015م وما سبب تواجد التحالف من الأساس إذا كان الأمر كذلك ؟!
إن انقلاب المجلس الانتقالي والتسليم به كأمر واقع ينسف كل جهود الشرعية واليمنيين ، ومن خلفهما المملكة العربية السعودية والتحالف العربي لأن الجميع يقاتل تحت راية استعادة الشرعية من أيدي الانقلاب المليشاوي الذي استخدم القوة لفرض أمر واقع في صنعاء العاصمة الأصلية ، تماما كما فعل الانتقالي في عدن العاصمة المؤقتة .
على الشرعية والتحالف باعتبارهما شريكان الابتعاد عن أي حوار إلا فيما يخص إنهاء انقلاب عدن والتراجع عنه ومعالجة أثاره ، وهنا فقط تبقى شرعية مقاومة انقلاب صنعاء واستعادة الشرعية قائمة ، وماعدا ذلك يجعل ما تم ويتم منذ اربعة اعوام أضحوكة أمام اليمنيين والعالم .
دمتم سالمين .