مازلنا في اليمن، وحينما أقول اليمن - أعني بها الجمهورية اليمنية التي جئتم من أجل استعادتها من الحوثيين - مازلنا نعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى الرسمي تحرص على الحفاظ على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه، والتصدي لانقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية.
وما زلنا نعتقد أن التحالف العربي لدعم الشرعية ودولة الإمارات جزءا منه جاء لاستعادة الشرعية رئيسا وجيشا ومؤسسات والمحافظة على وحدة الأرض للجمهورية اليمنية ولضرب الخطوط التي رسمتها ووضعت إيران من خلال تحالفها مع الحوثيين.
قلت مازلنا نعتقد بكل ذلك ، وهذا ما يصدر على المستوى الرسمي الإماراتي، لكننا على الأرض نلمس شيئا آخر . نلمس اصطفافا إلى جانب المجلس الانتقالي الذي يدعو إلى الانفصال مختطفا قرار الجنوبيين ككل ومسقطا لمؤسسات الشرعية التي جئتم لاستعادتها من جماعة الحوثي الإرهابية.
قد يكون مبرر اصطفاف الإمارات إلى جانب المجلس الانتقالي بحجة ضعف وعدم كفاءة عبد ربه، لكن ذلك لا يبرر عدم إصلاح الشرعية لتجاوز هذا الاختناق. ولا يمكن تبرير مساهمة الإمارات في الاختناق الديمقراطي داخل الشرعية، مما ساعد تيار معين على الاستفراد بالقرار، كما ساعد ذلك على ضعف مؤسسة الرئاسة.
ولسنا بحاجة للتذكير بأن قوة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وصلابته هو الضامن الرئيسي لمواجهة الحوثيين الذراع الإيرانية في اليمن، فأنتم تدركون ذلك. لكننا بحاجة للقول إن نجاح التحالف يتمثل في عودة الدولة وتحرير الأرض للوصول إلى الاستقرار السياسي. مادون ذلك، سيكون مردوده سلبا على الجميع.
وإذا كان لابد من القول، فإنه لا ينبغي أن تجعلوا من اليمن مكانا لجمع النقاط وأوراق الضغط. وهذا يحتم عليكم شيئين:
الأول، إن التفكير في إلغاء حزب الإصلاح عمل غير عقلاني لأنه حزب سياسي موجود ومعترف به وهو جزء من الشرعية التي تقاتلون من أجلها.
الثاني لكي نتجاوز أزمة حزب الإصلاح لابد من إعادة إصلاح الشرعية وخلق شراكة حقيقية مع المؤتمر الذي يصر الجميع على إبقائه مخزنا للصراع. إن أي دعم خارج منظومة الشرعية أو إستبعاد طرف من الأطراف السياسية عدا عصابة الحوثي الإرهابية سيعمل على إستمرار الفوضى في اليمن وسيقوض الحلول السياسية ويعمق الصراعات.
نقدر لكم ضيقكم واستنكاركم للحملات الإعلامية التي تشوه الدور الإماراتي في اليمن، لكننا في المقابل نلفت انتباهكم للحملات الإعلامية الموجهة من قبل شخصيات إماراتية قريبة من متخذ القرار تشجع الانفصال وتهين الشعب اليمني وتميز بين شمال وجنوب.
أخيرا أقول إن المواطن اليمني أصيب بانفصام بين التصريحات الرسمية لكم والداعية لنصرة اليمن وشعبه وبين التصريحات الصحفية والإعلامية لإماراتيين مقربين من السلطة تثير القلق وربما الاكتئاب بالنسبة للموطن اليمني. مازلنا نطمح إلى إعادة النظر في دور الإمارات العربية المتحدة في استعادة الشرعية والحفاظ على وحدة اليمن ومعالجة الاختلالات داخل مؤسسة الرئاسة والحكومة.