ماذا قالت منى صفوان حتى تنتفخ أوداج الحوثيين مهددين ومتوعدين؟ لم تقل شيئا، سوى أنها قالت: شكرا أنصار الله أنكم أكدتم لكل اليمنيين في الداخل علاقتكم بإيران. نريد أن تكون الأمور واضحة. قالت: أكدتم تهمة إيران التي دفع ثمنها الشعب اليمني. لم تنفوا علاقتكم بإيران، بل أصبحتم فخورين بها، وهي التهمة التي جوعت 20 مليون يمني وقتلت عشرات الآلاف من الأطفال، وأغلقت مطار صنعاء الذي تسبب بوفاة 30 ألف مريض. كل هذا لم يردعكم لتؤكدوا إستقلال اليمن، بل أكدتم أن علاقتكم بإيران أهم.
انطلقت منى صفوان من موقف الحوثيين الذي كان يقوم على الإنكار بعلاقتهم بإيران ثم مجاهرتهم بعمالتهم لإيران وفخرهم بذلك. هل كانت منى تجهل هذه التبعية لإيران والتمرغ بالعمالة مثلها مثل ملايين اليمنيين؟ أعتقد ذلك، لأنها كانت تعتمد على الشعارات الحوثية المغلفة بنقيضها بالرغم من عمالتهم الواضحة وخنوعهم المكشوف.
تتذكرون كيف كانوا يكذبون ويحلفون الأيمان المغلظة ويقولون هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، واليوم يبررون وجود الناطق باسمهم مع ظريف وخامنئي بأنها دولة إسلامية.
بالأمس أنكروا تمرغهم بوحل العمالة لطهران، وهاهم اليوم صوتا وصورة يؤكدون أنهم عملاء وعبيد لدى طهران. يمارسون السيادة على اليمنيين ويفرحون بالعبودية للإيرانيين. ليسو سوى عبيد من الدرجة الرابعة يرددون قصة الموت للشيطان الأكبر التي كانت مجرد حبل يربط به قطيع الخراف الذي تنساق وراء شعاراته. لم يكتفوا بذلك بل كشفوا أيضأ أن الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ما هو إلا قميص الحسين الذي جر وراءه المخدوعين.
أرادت صفوان بأسئلتها أن توضح للخراف التي مازالت تقاد يوميا إلى مذبح الحوثي بأنهم ليسوا سوى حطب يباع ويشترى في سوق الجهل والتعصب الأعمى، وأنهم بجهلهم وعماهم أحرقوا وطنهم وجلبوا لأنفسهم الدمار ليعيش الحوثي.
وهل نضيف جديدا إذا قلنا إنها ليست عمالة فحسب، فهذه الجماعة فارسية الهوى وذات مرجعية صفوية، مشروعها سلالي طائفي لا يمت لليمن بأي صلة. جماعة منحطة وعميلة بالأدلة والوقائع والبراهين التي ترمى على قارعة الطريق. يدعون إلى الشرف والحرية لكنهم يخفون ما يجعل الشرف عارا والحرية عبودية.
إنهم مجرمون ولصوص وقتلة. يتهمون خصومهم بالعمالة للسعودية ويبررون عمالتهم لإيران. يتخذون من عمامة الحقد المجوسي على اليمنيين إماما ومرشدا ومرجعا فبأي آلاء ربكما تكذبان وإلى أي عمالة تنتميان. جمعوا بين النقيضين: تحريم العمالة مع السعودية وإتجيزهامع إيران.
العمالة هي العمالة إما أن تكونوا ضدها أو تكونوا خداما لها. جماعة كل رصيدها التبعية المطلقة لملالي قم والمتاجرة في كراهية اليمنيين.