قال أنور قرقاش إن الدور الإماراتي في اليمن تاريخي ومشرف وشجاع، موقف دولة المواقف واستجابة فورية لدعوة خادم الحرمين في عاصفة الحزم ومساهمة دعم موقف الشرعية وتقويض الانقلاب الحوثي، دور ساهمت فيه الإمارات بالإرادة السياسية والرجال والمال، هذا هو المختصر المفيد.
لا أدري هل قرقاش يعتقد أنه في الشهر الأول من الحرب أم أنه يخاطب مجموعة من الأغبياء أو فاقدي العقول. يحاول لي عنق الحقيقة وتبرير مالا يمكن تبريره، وتمرير مالا يمكن قبوله.
لا أدري هل ماذهب إليه قرقاش أوقعه في الخلط والالتباس المتعمد، أم أنه غشا متعمدا لليمنيين حينما يتحدث عن الدعم المالي والعسكري..صحيح أن هناك دعما ماليا إماراتيا، لكنه يذهب إلى مليشيات مناطقية تحمل مشروعا إنفصاليا.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تحالف دعم الشرعية في اليمن عاجز عن تسوية الأوضاع في اليمن؟ بالتأكيد لا. لو أراد إستعادة الشرعية لسلك إليها مسلكها وطرقها الصحيحة، لكنه عمل منذ اليوم الأول على مسخ الشرعية المؤسسية ليحولها إلى شرعية ميتة سريريا اسمها " هادي "
أفرغ التحالف الشرعية من محمولها المؤسسي والوحدوي إلى شرعية فرد ومليشيات إنفصالية وطائفية.
لست بحاجة للقول إن سياسة التلهية القائمة على الخداع السياسي أضحت مكشوفة من قبل الشعب اليمني. وإن التمويه السياسي المرتدي رداء الشرعية قناعا لتمزيق اليمن وتفكيكه سيرتد سلبا على دول المنطقة.
أضحى الشعب اليمني يدرك التضليل السياسي الذي يخفي الأهداف الحقيقية للحرب في اليمن. لماذا التحالف بعد أربع سنوات من إعلانه إستعادة الشرعية مازال يتمسك بشرعية مصابة بكل أمراض الكون من العمى إلى الطرش..شرعية تعلن حجور منطقة منكوبة..
أليس كل من يناشد العالم للضغط على عصابة الحوثي الإرهابية ليس سوى غبي مطلق وساذج بلا حدود، في حال أردنا حسن النوايا..
هناك من يحاول تبيض صفحة التحالف الذي يحمل كل ملامح الضعف المقصود لاستمرار الحرب لتدر مالا على مراكز الفساد هنا وهناك.
مهما حاول التحالف إستبعاد الشعب اليمني وقواه الحية والتمسك بقوى كرتونية إلا أن الشعب اليمني سيظل باق برغم كل ما يفعله مسوخ الشرعية وعصابة الحوثي الإرهابية..فالشرعية ليست أقل ولا أكثر جرما وسفالة وهي موازية لعصابة الحوثي ومساوية لها في السفالة والانحطاط السياسي.
مازال هناك بعض الفرص لدى تحالف دعم الشرعية للأخذ بيد الشعب اليمني..وهناك قوى وطنية تمتد من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب قادرة على إستعادة الدولة ورجالاتها معروفين لا تخطئهم العين إن كان صادقا في مساعدة الشعب اليمني لاستعادة دولته وتاريخه ودينه المختطف من قبل الجماعات الدينية التي سرقت الإله.