هذه العبارة تلخص أزمة حقيقية يعاني شباب تعز إجمالاً وبشكل مركز في مناطق الحجرية وصبر الذين اندفعوا كسيل هادر للانضمام الى الألوية العسكرية ، ومقارنة بالأرقام الممنوحة في ألوية تعز وطبيعة المجتمع الشاب واندفاعهم لمؤازرة جهود استعادة الجمهورية انتقل الشباب للتجنيد في كل المناطق العسكرية .
ليس في ذلك اي مشكلة ، وسواء عاد المجند منتصراً او استشهد فهو في الحالين رابح ، فمن يقرر خوض الحرب بقناعتة فليس غريباً أن يسقط فيها شهيدا ، وهذه عادة ارباب النضال في كل عصر ومصر .
في جبهة البقع وبرغم شحة المعلومات عما يحصل هناك فإن مما يصلنا أن التجنيد الذي يتم بطريقة غريبة لا تتطابق مع إجراءات التجنيد لدى الحكومة اليمنية ولا الحكومة السعودية ، والمجند فيها كعامل اليومية ، وليست هنا المشكلة كذلك .
المشكلة أن هذه الجبهة تمثل ثقباً اسوداً يمتص حياة شبابنا ، وماعلمنا أحداً ذهب وعاد ، وهذا ليس الوضع الطبيعي ، وأكاد أجزم أن هناك خللاً بائناً في هذه الجبهة لا استبعد أن يتمثل بأيدي ملوثة تعمل لصالح العدو من اوساط الشرعية أو التحالف في هذه الجبهة .
قبل فترة ليست بالطويلة كانت جبهة ميدي تمثل محرقة لشبابنا ، وبعد بحث وتحري خرجت الحقائق سوداء معتمة عن أشخاص مفروضين على مواقع قيادية فيها يمثلون طابوراً خامساً يعمل لصالح الانقلاب ، وبعد أن فاحت الرائحة وتصحح الوضع عادت الأمور لنصابها وعادت الجبهة لتحقق انجازات عسكرية بخسائر بشرية لاتكاد تذكر .
اليوم نحن أمام واجب اخلاقي وشرعي وعسكري لإعادة تقييم العمل العسكري في جبهة البقع ، وتفعيل الأنظمة والقوانيين ومحددات التجنيد وضوابطه ، وحقوق المجند ، ولزاماً كذلك معرفة سبب الاختلالات العسكرية التي تبتلع حياة شبابنا هناك ، وتصحيح الوضع بشكل عاجل ، ولدي ايمان مطلق أن شبابنا الذين يذهبون إلى هناك قادرين ان يحققوا انتصاراً ويصنعون فرقاً .
وعودة إلى عنوان المقال فهو عبارة تندرية يكتبها الشباب حالياً على وسائل المواصلات الخاصة بهم في تعز كأسلوب مطالبة للاباء بتزويجهم ، في ظل وضع اقتصادي صعب يعجز في ظله الشباب عن استكمال نصف دينهم بدون دعم وتدخل الأباء ، مالم يهددون بالذهاب للتجنيد في جبهة البقع ، وبالتالي فلاعودة .