لا نريد أن نستعجل النهايات في مشاورات "السلام" على الرغم من كل ما تحمله الظروف المحيطة من دلالات محبطة .
ثنائية النرجسية والطيش لا تجد لها امتداداً سوى في تصريحات وفد الانقلابيين الحوثيين " لا نرفض ولكننا لا نقبل" . الخلاصة التي يطلقها الانقلابيون في هذه المرحلة المبكرة من المشاورات ، والتي تعكس غياب المسئولية في استلهام حاجة الشعب الى السلام بعد أن طحنته الحرب والامراض والجوع والتشرد .
نرجسية مستندة إلى ميوعة الموقف العام الناشئ عن تفكيك جذر المشكلة ،التي خلقوها بانقلابهم المشئوم ، ومحاولة المحتمع الدولي إلباسها ثوباً يستر عورتهم .
طيش لا يمكنهم من فهم الضرورات السياسية والانسانية للانخراط في عملية سلام جادة تجنب اليمنيين المزيد من الدمار والدماء ، ولا يستوعبون معه حجم الجريمة التي أغرقوا فيها اليمن حتى يغنموا الفرصة لإعادة بناء موقف إيجابي تجاه هذا البلد الذي خربوه .
ثنائية النرجسية والطيش تختزل كل هذا الجهد لتحقيق مكاسب سريعة .
إذا اعتقدوا أنهم جاءوا من أجل تحقيق مكاسب فقط فانهم واهمون .. يريدون مطار صنعاء ( ومن منا لا يريد فتح مطار صنعاء لانهاء معاناة الناس) لكنهم لا يقبلون الحديث عن فك حصار تعز ، ولا الحديث عن الحديدة ، أو الممرات الآمنة لإيصال الغذاء والدواء للناس ، ولا المرجعيات التي تنتظم في إطارها عملية السلام وبناء الدولة .
يقفزون إلى الجانب السياسي مرة واحدة بدون معالجة الوضع الأمني والعسكري وموضوع السلاح.. ينطون الحواجز بحثاً عن مكاسب أو فليذهب السلام إلى الجحيم .
أحدهم يقول إن المبادرة الخليجية انتهى زمنها وأن الامور قد تبدلت . من المسئول عن إستغراق الزمن ؟ اليسوا هم الذين انقلبوا على العملية السياسة بقوة السلاح ، وهم بذلك غير مؤهلين بأي صفة كانت لنقد إستغراق الزمن ، أما التبدلات التي حدثت فهي في الحقيقة ما يريد الانقلابيون فرضه على الواقع بانقلابهم ، بمعنى إما أن تقبلوا بنتائج الانقلاب أو أنه لا سلام .
باختصار كل ما يبحثون عنه هو ، كما يبدو، مكافأة سريعة لقبولهم المشاركة في المشاورات .. هكذا يتصرفون حتى الان .