ليس هناك أخطر على وحدة النسيج الاجتماعي لأي شعب من الشعوب من إثارة النزعات المناطقية والجهوية والمذهبية.
المناطقية أفتك سلاح لتفتيت وحدة الشعوب وإشغالها بقضايا لا تخدم وحدتها الوطنية. وما تشهده اليمن خير دليل على هذا التفكك في النسيج الاجتماعي والذي أمتد إلى حرب أهلية طاحنة بدا الفرز المناطقي فيها واضحا.
ولست بحاجة للقول إن الممارسات المناطقية الانتهازية السياسية المعهودة التي كان يلجأ إليها البعض ويلعب بورقتها قد تجاوزت كل الحدود.
يعود السبب في ذلك إلى سقوط الأحزاب السياسية التي أنتجت واقعا لا وطنيا وجعلت الجغرافيا تتصادم على أساس من الفرز والتقسيم الذي ظهر إلى الوجود كحالة من حالات الصراع على السلطة.
ولا أجانب الصواب إذا قلت إن جميع قيادات الأحزاب السياسية تحولوا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى أمراء حرب ومتاجرين بدماء الأبرياء وبمقدرات الوطن من أجل الحصول على مزيد من المكاسب.
وبما أن أصحاب المشاريع الصغيرة مازالوا رافضين البحث عن خيارات ومصالحات شاملة تعم الوطن كله لتجنب مزيد من التدهور، فإن الفرصة أمام جيل الشباب المنوط به الاحتماء بمشروع وطني كبير بحجم اليمن وبحجم المصالحة الوطنية الشاملة.