يعيش المواطن اليمني في ظل حكومتين ورئيسين كانت ترى ولا تزال بأن المواطن العادي هو رصيد الميزانية والممول الأساس لخزينة الدولة من خلال الضرائب فهو في نظر الدولة أغلى ما تملك من الغاز والبترول والضرائب والبحار في حين أن الواقع المعاش يكشف خلاف، ذلك فهناك شرائح كبيرة من المجتمع أصبحت تحت خط الفقر، بل وصل بالمواطن اليمني أن يأكل اوراق الشجر، فقر مدقع وأزمة خانقة لم يعيشها حتى أجدادنا الاولين الذين عاصروا عهد الملكية والامامية.
فالمجاعة آتية لا ريب في ذلك' اننا نتجه نحو كساد رهيب جدا وفساد تمارسة حكومتين يمنيتين في الشمال والجنوب، حكومة الشمال تبرر بالعدوان وحكومة بن دغر (بغر) الجنوبية تبرر بالحوثيين، والمواطن يموت جوعا، يتنعمون بالدولارات والدراهم والريال السعودي، وكلا الفريقيين منهم والمقربين اليهم والمواليين لهم والكتاب والاعلاميين من هم في صفهم وحدهم الذين يتنعمون بالحياه ويعيشون الحياة بحلوها الترانزيتي الجميل، والمواطن في الجنوب والشمال لم يستطيع أن ينبس بكلمة واحدة أو يخرج ينتقد هذا الزبالات العفنة، حكومات التزوير، حكومات يتم تدويرها منذ عهد المرحوم عفاش تم تعيين بن دغر تفائل الناس واستبشروا خيراً، ولكن منذ تعيينه في رئاسة الحكومة ينهار الريال اليمني بشكل جنوني وارتفاع جنوني للاسعار، والمنتجون والمستوردون يشكون ارتفاع الدولار.
طبعاً وليس الامر مقتصر في الشمال عند الحوثيين الذي أصبحوا حاليا ليس بأيديهم غير الضرائب فقط من الغاز وغيرة الذي زاد الوضع سوءا لدى المواطن في الشمال خاصة صنعاء وحجه وعمران ما نشاهدة ايضاً في تلك المناطق التي تتكدف اليها المليارات المناطق المحررة التي تحت الشرعية فيها ارتفاع الاسعار وايجار المنازل اشد من صنعاء المحتلة كما يدعون لنكون واقعيين ونتكلم بالواقع.
هناك فساد، هناك مجاعة قادمة، أين الاصلاحات الاقتصادية؟ ماذا قدمت الشرعية للمواطن في المحافظات المحررة؟، اذا تعافى الريال اليمني في جنوب اليمن سيتعافى في الشمال في المناطق التي يحكمها الحوثي، المزارع اليمني لا يستطيع أن ينتج محصول زراعي واحد بسبب انعدام مادة الديزل وارتفاعها بشكل خيالي، توقف المزارعون عن الإنتاج، بدل الوقوع في صدمات كساد حتمي.
إن المجاعة قادمة لا ريب فيها ، وهي مجاعة لن تصيبن اللذين ظلموا خاصة فاؤلئك ستنفتح أمامهم أبواب الطائرات وقد هاجرت معظم اسرهم حيث يكنزون أموالهم المليارية بالعملات الحرة والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة في دبي وتركيا وماليزيا، هناك عبث وفشل إداري وتلاعب بالمال العام في جنوب اليمن وشمالة أيضاً، الحكومات ليس عندها إيمان حقيقي وشعور رباني وأمانة في القيام بالمهامات المناطة على عاتقهم، لأنهم يعبثون بالمال العام ويكدسون المليارات ويفرطون بها مع أسرهم وذويهم والمقربين إليهم يأكلون ويشربون ويمرحون ويشاهدون المطبلين من الاعلاميين والصحفيين وهم يمدحونهم، ويبجلونهم، ولا يشعرون بما يدور في الوطن ومايعانيه المواطن.
الشعب اليمني يمر في فترة ومرحلة صعيبة جداً حتى الاغاثات لم تصل لمستحقيها، حروب عبثية واستنزاف بشري للفقراء والبسطاء الباحثين عن لقمة العيش، أصبحت اليمن أشد فقراً من الدول التي كنا نعيب عليها كالصومال وغيرها من الدول الأفريقية التي أصبحت اليوم من الدول الصاعدة، وذات نهضة سريعة، في بلدي اليمن الدولة التي تعاني من فساد شديد وسقوط ائتماني حاد وحروب أهلية وعدم استقرار سياسي؟ لقد باعت الحكومات الوهم للشعب خلال سنوات سباقة أوصلتنا لهذا اليوم.
سيجوع الشعب وسنعود الى مجاعة 1967 الذي كان المزارع انذاك يبيع امتار من الارض للحصول من الوالي الحاكم على ثمن او نص من الحبوب لاطفالة ان التاريخ يعيد نفسه كما يقولون.