ما يحدث في الحديدة اليوم ملحمة وطنية جديرة أن تتصدر تاريخ الصراع بين الجمهورية والإمامة بنسختها الحوثية.
أبطال متعطشون للنصر، قدموا من أعرق قبائل الجنوب العظيم، ومن المناطق المغلوب على أمرها في الشمال أيضا، انخرطوا في مشروع الدفاع عن النظام الجمهوري، وها هم اليوم يحتسون أول كأسا آخر من كؤوس النصر المؤزر في الساحل الغربي.
يجري في الأثناء استكمال تحرير مطار الحديدة، وبتحريره يكون الباب قد فُتح على مصراعية لاستعادة هذه المدينة الباسلة، ذات الأهمية الاستراتيجية.
يتعرض الحوثيون لهزيمة تشبه تلك التي تلقوها في عدن إلى حد كبير، لكن هذه الأشد وطأة، والأكثر ثقلا على كاهل الجماعة التي لم يعد لها صديق في البلاد طولا وعرضا.
مثلما ينتظر أبناء الحديدة الفجر الذي يحمل خيوطه مقاتلوا العمالقة والمقاومة الوطنية والمقاومة التهامية، هناك من ينتظر بشغف أخبار النصر على المليشيا في صنعاء وعمران والمحويت وريمة وتعز وإب وذمار وصعدة أيضا.
تتحدث إلى أحدهم في صنعاء، فتجده يخوض معركة الحديدة بفكره وخياله وتوقعاته ودعائه، لا يهمه شيء سوى أخبار النصر على المليشيات.
أبناء صنعاء ينتظرون النصر على الحوثيين، حتى أولئك الذين انخرطوا في مشروع الجماعة، فقط يحتاجون رسائل طمأنه، بأنهم لن يكونوا أهدافا بعد التحرير.
الكل صار يعتبر هذه الجماعة رجسا من عمل الشيطان، والبعض يشعر بالندم الشديد لانخراطه معها.
ومع ذلك، يجب التأكيد أن الوقت لم يفت حتى اللحظة، على كل حُر أن يحمل بندقيته ويتوجه لأقرب جبهة ليسجل موقفا للتاريخ ضد هذه المليشيا.
التاريخ سيسجل صنفان في هذه المرحلة، صنف تحول إلى حذاء لأحفاد الإمامة، والآخر نبا كالنسر محلقا متمردا على أغلال الإمامة، وساقته همته لخوض معارك التحرير مع الآلاف من رفاقه، وعلى الجميع اختيار في أي الصنفين مكانه.