التطورات في الساحل الغربي والحديدة تحديدا، مثّلت فصلا جديدا من الحرب على جماعة الحوثي ونقلة نوعية في الصراع أيضا، وهذا قد يدفع الجماعة للبحث عن سبل لتحاشي الهزيمة المطلقة في هذه المحافظة، لذلك أتوقع في الفترة القادمة أن يتقدموا بمقترح يفضي لإشراف أممي على الحديدة.
ومن المعلوم أن التحالف سبق أن طالب الأمم المتحدة بالإشراف على ميناء الحديدة، لوقف تهريب الأسلحة، إلا أن الحوثيين رفضوا، واكتفت المنظمة الدولية بالتحذير من أي عمل عسكري في الحديدة، بحجة أن ذلك سيتسبب في كارثة إنسانية، لكن التطورات الأخيرة قد تدفع الحوثيين لإعادة إحياء الفكرة.
كما لا بد من الإشارة إلى أن ميزان القوى لم يعد في صالح الحوثيين، على الأقل في الساحل الغربي، كما أن التقدم الأخير أعاد الأمل للكثير من الفاعلين القبليين والعسكريين وحتى السياسيين، ممن اصيبوا بإحباط بعد أحداث ديسمبر الماضي، لذلك التأخر أو الرضوخ لأي ضغوطات خارجية سيمثل خدمة جليلة لهذه الجماعة.
أخيرا، إن احتمالات انخراط الحوثيين في أي عملية سلام جدّية، تكاد تكون معدومة، لكن إن خسروا الحديدة، فإنهم حينها سيصبحون بين خيارين لا ثالث لهما، إما الخضوع والانسحاب وتسليم السلاح، أو الانتحار السياسي والعسكري، لأنهم فقدوا الرئة التي كانوا يتنفسون من خلالها، ألا وهي "الحديدة".