مع ما يتم إحرازه من تقدم لاستعادة الدولة اليمنية من أيدي مليشيا الإنقلاب ، والاقتراب من الخلاص النهائي من كابوس الانقلاب ، تبرز بين لحظة وأخرى صراعات جانبية تسيطر على المشهد لبعض الوقت ، وتأخد من اليمنيين جهداً ووقتا ، ووسط هذا كله ينبغي أن لا تنحرف البوصلة اطلاقاً، وتظل تشير للفاعل الحقيقي ، فلا ننسى السبب الأول ، والمتسبب الرئيس في هذه الصراعات والفوضى التي تظهر بين وقتٍ وأخر .
يجب ان يظل التركيز على "غريمنا" الأول والأخير ، فهو من انقلب على اتفق عليه اليمنيون ، وأراد فرض قناعاته وتحقيق أطماعه ، وأسقط الدولة بمعناها الأشمل والأكمل ، ونهب الاحتياطي النقدي ، وموازنات الوزارات والصناديق ، وقتل واختطف وشرَّد .
هو من نهب اسلحة الجيش ووجهها نحو معارضيه ، واستولى على أموال الأفراد والمؤسسات ، ولاجل ردعه حصل التدخل العسكري لدول التحالف ، وما كان سيحصل لولا هذا الانقلاب الحوثعفاشي المشؤوم ..
وكل ما سيتركه هذا التدخل العسكري يتحمل الحوثيون وحلفائهم نتائجه في المرتبة الأولى ، ولابراءة لمنتهك .
في المحصلة فإن هذا الانقلاب هو من أوصلنا إلى انعدام الأمن ، وضيق سبل الحياة ، وتوقف الرواتب ، وعجز مؤسسات الدولة الخدمية عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين ، وانتشار السلاح المنفلت ، وتكوُّن جماعات مسلحة خارج الأطر الرسمية ، والاستهانة بحق الإنسان بالحياة والعيش الكريم ، كل هذا كانت انطلاقته يوم 21 سبتمر 2014 ، وكل ما نعانيه اليوم نتيجة طبيعية لهذا الفعل المشووم ، وماكان ليحصل لولا هذا الانقلاب .
يتحمل الحوثيون وحلفائهم من الداخل أوالخارج المسؤلية المباشرة عن كل الانتهاكات بحق الشعب اليمني دولةً وشعباً ، كما يتحملون المسؤلية غير المباشرة والاخلاقية عن الانتهاكات التي حصلت وتحصل كنتيجة لانقلابهم المشؤوم من قبل طرف كان ، ولانعفي الفاعل ..
لن تنحرف البوصلة أبداً ، وغريمنا الأول من أسقط دولتنا ..
وما عدا ذلك مجرد أثار ونتائج لاغير .