قد يبدو للبعض أن الإجابة على هذا السؤال ضرب من الترف. قد يقول البعض، وماذا تفرق طالما أن الرجل قتل والسلام؟
أقول لهؤلاء لو كان التحالف هو الذي قتله لاستهدفه وهو يتجول داخل مصنع الصواريخ يوم هدد بأن العام 2018 هو عام البالستي .وأن كل يوم ستشهد الرياض صاروخا. وماذا يعني مقتله على يد التحالف طالما وقد رشح مهدي المشاط لملء الفراغ؟
أما تصفيته على يد جماعته فيعني الكثير:
أولا أن هذه العصابة تحتضر وهي في الرمق الأخير.
ثانيا أن محمد علي الحوثي ومن ورائه عبد الكريم الحوثي لن يسمحا بالاقتراب نحو سلطتهما ولو كان الثمن تصفية الآخرين.
وقد تساءل البعض، ما هي الأدلة التي يمكن الارتكاز عليها لاعتبار محمد علي الحوثي هو القاتل؟
الأدلة كثيرة، ليست الخلافات التي رشحت بين الصماد ومحمد علي الحوثي فحسب بل غياب محمد علي الحوثي عن التغريدات في تويتر وهو المهوس بهذه التغريدات اليومية.
كان آخر ظهور لمحمد علي الحوثي يوم الأحد 22/4. كتب في هذه التغريدة:
من مازج الين القويم فؤاده استحلى الرد لله يوم جهاده
والملفت للنظر أن محمد علي الحوثي لم يعزي في وفاة صالح الصماد كما فعل الآخرون.
من المعروف أن الحوثيين لا يعلنون عن قتل قياداتهم من الصف الثاني إلا بعد أشهر فلماذا أعلن عبد الملك مقتل الصماد بهذه السرعة وهو يعرف أن ذلك يصب في صالح التحالف؟
هذا يؤكد بالفعل أن الجماعة أقدمت على تصفيته ونسبت ذلك للتحالف بما فيه من مرارة على أن تخفي ذلك فيفتقده مناصروه فينفضوا من حول الجماعة.
أيا كان الأمر فإن جماعة الحوثي تنفجر من الداخل وستشهد الأيام القادمة مزيدا من التصفيات خاصة مع صعود مهدي المشاط الذي سيواجه عقبات كثيرة أهمها عدم الحصول على تزكية من مجلس النواب. إضافة إلى رفضه من تيار واسع داخل الجماعة.
إذا كان هناك من ميزة لعصابة الحوثي فهي إظهار الهاشمية السياسية على حقيقتها. ولعل ما كتبه عباس الديلمي حول شعار الموت الذي تتبناه جماعته خير دليل على باطنية الهاشمية السياسية.
أعرف أن الكثيرين من الهاشميين مستائين من سلوك هذه العصابة وغير قادرين على البوح بما في أنفسهم. أقول لهم: حان وقت رفع أصواتكم فهذه العصابة في نزعها الأخير. فهي إما مقتولة على يد التحالف أو ستقتل بعضها بعضا. وعليكم أن تحجزوا أماكنكم داخل النسيج الاجتماعي الذي مزقته كراهية هذه العصابة.
الإنتصار قادم. ومزبلة التاريخ هي المكان المناسب لهؤلاء.
إن كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون.