لا يجب التلهي بالمشكلة التي يمر بها أي مجتمع ، وخاصة عندما تأخذ هذه المشكلة صورة الإغتيالات على النحو الذي نراه اليوم . التلهي بها يحولها إلى كارثة . وأقصد بالتلهي توظيفها إعلامياً وسياسياً في سياقات مختلفة عن طبيعتها وأسبابها خدمة لشكل آخر من أشكال الصراع السياسي الذي تزخر به اليمن .
صمت الكثيرون عن الاغتيالات ورأوا انها ، في أحسن الأحوال ، لا تعنيهم ، بل إن البعض شكك فيها من منطلقات أخذت تداهن القبح الذي تجلت به أسبابها ومبرراتها.
الاغتيالات في اليمن مسألة قديمة تتجدد بإيقاعات مختلفة ، ولكنها إيقاعات شيطانية في كل الأحوال ، الذين سنوا هذا الأسلوب القبيح لتصفية حساباتهم مع خصومهم يتحملون وحدهم مسئولية تكريسه كنظام لتصفية الخصوم ، الأمر الذي يجب الاعتراف بأنه منتج محلي ولا يمكن الخلاص منه إلا بإرادة وطنية بحتة .
بلاش اللعب على أوتار "قضايا أخرى" في موضوع الاغتيالات ، لأن عملاً كهذا لن يكون أكثر من تمويه الطريق إلى مكمن المشكلة ، وعندها نكون قد فتحنا للمأساة أكثر من باب .
لا بد أن نفكر بمسئولية لنقف أمام هذا العمل الاجرامي ونواجهه بكل ما أوتينا من حب لبلدنا .