نحن نبرر لقاتليك حقدهم الكثيف عليك لأنهم خافوا من أن تأخذ اليمن إلى السلام. أما أصحابك الذين كانوا نكرات فأصبحوا معارف حينما أضيفوا إليك لا نستطيع فهم موقفهم. أهو جبن وذل ، أم إقتباس من بحر زعامتك التي لا تتناسب مع العبيد الفاقدين لحريتهم.
هل تدري يا صالح أن من انتصرت لهم من المعتدى عليهم في الوزارات كانوا أول المجتمعين مع قاتليك، وكانوا أول الموقعين على أنك إنقلابي ومثير للفتنة.
رسمت لهم ملامح الغد بدمك لتحررهم من كهنوت ما قبل التاريخ لكنهم لا يستسيغون الحرية فنورها يعمي أبصارهم لأنهم تعودوا على الظلام.
ما زالوا يكذبون عليك بعد موتك كما كانوا يكذبون عليك في حياتك. يزعمون أنهم يطالبون بجثمانك ليظللوا القواعد بأنهم على النهج ماضون. لكنهم لا يطالبون بمحاكمة قاتليك ولا يجرؤن على تسميتهم بالرغم من أن قاتليك يفاخرون بجريمتهم ويجاهرون.
أطلقت صرختك المدوية وقدمت حياتك من أجل حرية اليمن ووحدته واستقلاله، فامتدت إليك الآيادي الآثمة لتغرق اليمن في بحر من الدماء وتمادوا في غيهم .ربما استطاعوا أن يغتالوا جسدك لكنهم لم يستطيعوا أن يغتالوا صوتك وعنفوانك . لم تساوم يوما على وطنك وعروبتك، وهاهم اليوم يساومون على جثتك .
سيكتب التاريخ وقفتك وبطولتك وكبريائك بأحرف من نور وستتذكرك الأجيال كيف واجهت الموت بشموخ. عاهدت الله فصدقت ، عهدك وما وهنت أو خنت أو استسلمت. مت وأنت تدافع عن بيتك الذي قصفه التحالف وقصفته العصابة الإرهابية. واجهت الموت شامخا بينما الجرذ عبد الملك الحوثي يختبئ من الموت في جحر تحت الأرض. يعيش ذليلا جبانا محتقرا . وهل يستوي الشجعان والجرذان .
لقد رسمت للمؤتمر طريق العز في الثاني من ديسمبر. فمن كان مع صرخة الحياة التي أطلقتها في وجه صرخة الموت فهو مؤتمري. ومن يقف في وجه صرخة الحياة فالأولى به أن يكون مع صرخة الموت ويلتحق بالمشرفين ويترك المؤتمر للباحثين عن الانعتاق من هذه العصابة الكهنوتية التي فخخت اليمن واليمنيين بالكراهية.
لقد رفعت الغطاء عن هذه العصابة وكشفت عورتها . لكن أدعياء الحفاظ على السلم يصرون على منحها هذا الغطاء مرة أخرى. ويعتبرون الحصول على جثمانك إنتصار كبير لتحقيق شهوتهم لسلطة هم فيها أذلاء . من كانوا مقربين منك يتوضئون بدمك لأداء صلاة الجماعة خلف قاتليك.
لقد سكنت قلوب اليمنيين ولا نريد سوى قاتليك لأنه لا يضير الشاة خلس جلدها بعد موتها. إن بقاء جثتك لديهم ترعبهم ويتبولون على فرشهم حينما يسمعون اسمك أو يرون صورتك. يخافون منك وأنت حي ويخافون منك وأنت ميت.
صحيح أن كلاب فارس انقضت عليك وخسرت اليمن والأمة العربية بطلا من أبطالها ورجلا من رجالاتها ، لا يعرف الانحناء أو التذلل ، لكن التاريخ كسب شهيدا حيا في زمن ضاع فيه الشجعان واستقر مكانهم الخونة المهانون .
سيدفع قاتليك ثمن جريمتهم وسيغرقون بالخزي والعار وسيزلزل أحرار الثاني من ديسمبر كل حبة تراب تحت أقدامهم.
نحن لا نحتاج إلى جثمانك لأنك الآن في السماء بل نحتاج إلى محاكمة قاتليك. والسؤال الذي يطرح نفسه للذين يتسابقون على قيادة المؤتمر: هل تستطيعون تقولون لنا من قتل الزعيم علي عبد الله صالح؟ مع العلم أن القتلة معترفين بجريمتهم. فحينما تجيبون على هذا السؤال يحق لكم الحديث باسم المؤتمر وقواعده. وإذا لم تجيبوا على السؤال فموقعكم ليس هنا.