في مؤتمر الرياض، مايو 2015 ، قلت : إذا أردتم النجاح فلا بد أن يعد جيش وطني واحد بعقيدة واحدة وقيادة واحدة، وهدف واحد.. وحذرت من تجار الحرب وأمراء الحرب ..غيري كثيرون ، قالوا، مرارا وتكررا ، مثل ذلك وأكثر وأفضل.. ولكن بدلا من تكوين جيش يمني واحد، تم تكوين جيوش متعددة بعقائد مختلفة وأهداف متضاربة، إلى درجة التناحر.. ما الذي تعنيه النخبة الشبوانية والحضرمية والتهامية، والأحزمة الأمنية الجهوية، وغير ذلك من المسميات..
الذي يتبنى تكوين جيوش متعددة في اليمن على نحو ما يحدث الان ، إما أن لديه مشكلة في الرؤية، أو أنه ليس حسن النية..
ما يعول عليه في تحرير اليمن من المليشيات الإرهابية، ويعيد كرامة اليمنيين هو جيش وطني موحد من كل مناطق اليمن، أما هذه الأحزمة والنخب والجيوش المتعددة فلن تزيد اليمن إلا وبالا وخبالا ووهنا ..وبهذه التكوينات، المتضاربة المتناحرة ، فإن المهمة التي تتطلب شهرا، ستستغرق سنة، وصاحبة السنة ستأخذ عشرا..ولنا أن نتذكر كم مر على حرب استعادة الدولة، وعاصفة الحزم ..
المآسي التي حدثت في الأيام الماضية في عدن العزيزة بروفة مرعبة لما يمكن أن يحدث في السنين وربما العقود القادمة..ولعل مما يساعد على تصور مخاطر المستقبل وتحاشيها، بروز المخاطر مبكرا، منذ الان ، في وجود التحالف العربي، مما يساعدهم على تفهم مخاطر إنشاء تكوينات عسكرية خارج الجيش الوطني، ومؤسسة الدولة، من قبيل النخب الجهوية أو الحزبية، والأحزمة الأمنية..
من مظاهر التشوه والظلم فيما مضى أن الجيش كان في مجمله جهويا وعشايريا خاصة على مستوى القادة، وفيما بين (2012-2014) تم القبول في الكليات العسكرية من كل المناطق، وعلى مستوى كل المديريات ، ويحسب ذلك للرئيس هادي، حيث تم ذلك بناء على توجيهاته..
وإذا كان من الأهمية بمكان معرفة من كان السبب في تكوين هذه الجيوش المتعددة المتناحرة في بلد واحد ما يزال يسمى الجمهورية اليمنية ، فإن الأهم من ذلك هو أن يتوقف هذا العبث الخطير المدمر ، ويتم تكوين جيش وطني يمني واحد بعقيدة واحدة ، لبلد لن يكون إلا واحدا، لو استمرت الحرب خمسين عاما..
أعلم أن هناك من لا يريد أن يفهم ، لكن العقلاء يدركون ذلك جيدا..