نحن الْيَوْمَ بحاجة ماسة الى أن تتجاوز القوى السياسية والاجتماعية اليمنية أية خلافات سياسية وعقائدية تحول دون القيام بجهد وطني منسق و موحد لمواجهة المليشيات الانقلابية. متى سندرك أن الشعوب وقواها الحيّة، تضع جانباً خلافاتها في أوقات الشدة والمنعطفات الكبرى، وتتوحد في مواجهة الخطر قولا وفعلا،عسكريا وسياسيا واعلاميا؟
قضية التوحد في مواجهة مليشيا الانقلاب لا تحتمل التأجيل، وتحتاج الى إرادة سياسية قوية وقرار شجاع من النخبة السياسية والحزبية اليمنية ، و هو هدف يجب أن يتقدم على غيره من الأهداف والحسابات والحساسيات.
كما أنه ثمة حاجة ماسة الى
" عقلنة " الخطاب الإعلامي ، وتلجيم الأصوات و الاقلام المثيرة للانقسام، ولا يعني ذلك أن لايمارس الاعلام دوره في النقد البناء والمسؤل وكشف الفساد.
نريد للإعلام أن يكون وسيلة احتجاج عارمة وفاضحة لممارسات مليشيا الانقلاب، و أداة تغيير ورافعة تحول مهمة في معركة استعادة الدولة من يد المليشيات الانقلابية ، يستنفذ العملية السياسية مما آلت اليه جراء تقاعس المجتمع الدولي والدول الكبرى في تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 ، أو بفعل حالة التفكك والانقسام التي عاشتها القوى السياسية اليمنية.
كما يتعين على العقل السياسي اليمني ، اليوم وقبل غدٍ، اجتراح الخطط والاستراتيجيات، التي تكفل من جهة اقتناص هذه اللحظة التاريخية (بعد مقتل الرئيس السابق صالح) إلى تكوين تحالف سياسي واجتماعي وطني عريض في مواجهة مليشا الانقلاب ، وتضمن من جهة ثانية ديمومة الفعل الشعبي المقاوم، وتعمل من جهة ثالثة، على ألا يتعارض الهدفان معاً، مع الهدف الأسمى، والمتمثل في تعزيز صمود الجيش الوطني واستمرار انتصاراته وصولا الى إنهاء الانقلاب وعودة الحكومة الشرعية العاصمة صنعاء.
والذين يخشون اليوم نجاح طرف منافس في "قطف الثمار" و"توظيف المشهد"، عليهم أن يدركوا أن تحرير الوطن مقدم على غيره من المصالح الضيقة ، وان التاريخ لايرحم وذاكرة الشعوب لا تنس المواقف العظيمة لمن يقف الى جانبها.
هنا والآن نعتقد أنه على الرغم من الفوارق المعروفة بين القوى السياسية والحزبية والاجتماعية ، إلا أن ثمة مشتركات تجعل العناصر العامة لهذه المقاربة/ الدعوة صالحة في هذه اللحظة التاريخية وقابلة للتحقق.