في الطغيان يكمن مكر التاريخ .. والطغاة وإن حاولوا أن يجعلوا من أنفسهم هذا التاريخ ، إلا أنهم في حقيقة الأمر ليسوا سوى الوجه المخادع منه ، ذلك الوجه الذي تتكور في قسماته البشعة فضاءات مضيئة من نضالات الشعوب وتضحياتها .
يكمن مكر التاريخ في أن الطغاة إننا يصنعون بأيدي الخائفين والمرتجفين .. فإذا رأيت طاغية يتنطع فوق شعبه فاعرف أن كل من حواليه جبناء ، خائفون ، مرتجفون .. فهؤلاء هم الذين يقبل الطاغية أن يبقيهم إلى جواره . لا يقبل الطاغية الشجاع إلى جانبه ،كما أن الشجاع لا يقبل أن يبقى في كنف الطغيان .
لا بد أن نكون قد تعلمنا أن الشجاعة والطغيان لا يلتقيان ، الشجاعة قيمة نبيلة لا تتعايش إلا مع العدل ، بينما الطغيان رذيلة لا تقبل إلا الجبناء والخائفين .
ولا بد أن نكون قد تعلمنا أن الطغيان عملية لا تسير في إتجاه واحد ، فهو يرتد ليحصد من مارسوه وصفقوا له في تجارب تاريخية عديدة ،
ولا بد أن نكون قد تعلمنا أنه لا إستثناء من النهايات التي تنتظر الطغاة..
ولن يكون هناك إستثناء من مكر التاريخ .