احتفال الحوثيين بـ"يوم الولاية" هذا العام، يأخذ طابع مختلف عن احتفالاتهم بنفس المناسبة في أوقات سابقة.
ففي الأعوام الماضية، كانوا يحتفلون بـ"يوم الغدير"، إلا أن الغدير غابت هذا العام، واستبدلها الحوثيين، بلفظ "الولاية"، وهذا هو الفرق الجوهري.
فالمطلوب اليوم ليس الاحتفال بالوصية المزعومة من "رسول الله" (ص)، للإمام علي بالولاية، بل الهدف هو الولاية نفسها لـ"عبد الملك الحوثي".
يعتقد الحوثيون أنهم في خطر داهم، يؤيدهم في ذلك شيعة المذهب الزيدي، أولائك الذين تواروا تحت ثياب الزيدية عقودا طويلا، وهاهم خرجوا للعلن بعد سيطرة الجناح المسلح لهم (جماعة الحوثي) على السلطة.
هذا الخطر، تعاظم، مع بدء تحركات حزب المؤتمر الشعبي العام "التنظيمية" الأخيرة، والتي اعتبرها الحوثيون تهديدا لهم، كونها تحرمهم من ميدان التشييع الذي مُنح لهم على طبق من فضة، على قارعة الصراع بين الأطراف السياسية، التي ارتدّت عن التعددية، وآثرت الانقلاب، والانتقام للوصول إلى السلطة، أو استعادتها بوسائل غير ديمقراطية.
اضطرت جماعة الحوثي لتكثيف دوراتها التنظيمية "لانتزاع ولاء أتباعها، وخصوصا المقاتلين منهم، بما فيهم منتسبي الوحدات العسكرية والأمنية"، لزعيم الجماعة، كحاكم وقائد بأمر الله، كون الولاية "من وجهة نظر حوثية"، حق إلهي لآل البيت، وبالتالي فإن تولي "عبد الملك الحوثي"، هو امتداد لموالات الناس لله ولرسول الله.
هذا التحرك الحوثي، كان بدرجة رئيسية، لمواجهة حالة الانتعاش التنظيمية التي بدأها حزب المؤتمر الشعبي العام منذ أشهر، لإعادة ضبط توجهات وقناعات أنصار الحزب، الذين انخرطوا في صفوف الجماعة، بدافع الانتقام من أنصار ثورة "2011".