لا تختلف جماعة الحوثي عن داعش في شيء فهما وجهان لصناعة أمريكية صهيونية. تذكروا كيف ظهرت داعش في العراق وكيف شكل تحالف دولي لمواجهتها. ولم ينتج عن هذا التحالف سوى قتل العراقين وتدمير بنيتهم التحتية. وبالمثل كيف دخل الحوثيون إلى صنعاء وتشكيل تحالف لمقاتلتهم لم ينتج عنه سوى قتل اليمنيين وتدمير بنيتهم التحتية.
كلتا الجماعتين تدعوان إلى الجهاد والموت لكن الزرقاوي ومثله عبد الملك الحوثي يختبئان تحت الأرض خوفا من الموت.
كلتا الجماعتين تحاولان الهيمنة على التربية والتعليم بهدف خلق فئات من الأميين والجهلة الذين تسهل السيطرة عليهم. نرى ذلك من خلال الدورات التي تقيمها جماعة الحوثي وتدريس الملازم. وليس أدل على ذلك من أن ترى بعض الإعلاميين والمحامين وأساتذة في الجامعة يفتخرون بانتمائهم للملازم في زمن العلم والتكنولوجيا.
برزتا الجماعتان من سياقات اجتماعية اقتصادية لشعب أرهقته سنوات الحروب والخلافات السياسية خاصة أحزاب اللقاء المشترك في اليمن التي حرفت أنظار الناس عن مطالب الديمقراطية وحرية التعبير إلى عداوات خاصة.
تستخدم الجماعتان طريقة الإذلال والتمييز ضد الآخرين. كما تستخدمان طريقة استعراض القوة من خلال إمتطاء العربات الحديثة ورفع الرايات عليها. التحالفان يتركان تلك السيارات التي تقل أفراد الجماعتين تمر بسلام بل وتلتقط لهما الصور التذكارية لكنهما لا يتورعان في قصف السكان الأبرياء.
تعمل الجماعتان على زرع الخوف بشكل منهجي في قلوب الخصوم بهدف السيطرة عليهم.
تسعى الجماعتان إلى إيصال البلد إلى منحدر الدول الفاشلة كي تنشئان جيلا جديدا من الموالين لها.
تعمل الجماعتان على التأثير على الرأي العام إذ تحولان الخسائر والهزائم إلى إنتصارات كأدوات لحشد الدعم للجماعة وكسب أفراد جدد. فجماعة الحوثي منذ تقهقرت من عدن وباب المندب مرورا بالمخاء وسقوط معسكر خالد وهي مازالت تتكلم عن إنتصاراتها كنوع من التضليل لأتباعها.
تعد جماعة الحوثي من الجماعات الإرهابية الرئيسية التي تعمل تحت غطاء الصهيونية لأن إسرائيل تريد مشروعا طائفيا في المنطقة لتمزيق الوحدة الجغرافية والسكانية للوطن العربي.
لم تروي دماء آلاف القتلى في العراق وسوريا وكذلك في اليمن ظمأ داعش والحوثيين. هاتان الجماعتان تعملان بطريقة العصابات وترتكبان أعمال إجرامية فليس لهما مرجعية وطنية أو دينية.
الحوثية في اليمن ظاهرة سرطانية، فالقضاء عليها ظرورة .هناك صلة وثيقة بين الحوثيين والسعودية وأمريكا. فمن السذاجة أن نصدق أن أمريكا لم تقع بصماتها على الحوثيين. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تقم أمريكا بمهاجمة هذه الجماعة التي تنادي بموتها صباح مساء. لاشك أن أمريكا ومن ورائها الصهيونية أرادتا أن يكون هناك فزاعة لإخافة الناس حتى تبقى الحرب مفتوحة ومقبولة. وسؤال آخر يطرح نفسه: لماذا تم قصف القيادات العسكرية في صالة العزاء؟ ولماذا لم يكن هناك حوثيون ؟ فهل هناك من عنده نصف عقل لا يفهم أن قتل هذه القيادات يفسح الطريق أمام هذه الجماعة لملء الفراغ؟
هذا الوحش تم خلقه عمدا لتبرير الحرب على اليمن وتفكيكه. وهو وحش من ورق يمكن هزيمته بسهولة. فقط تدرك القوى السياسية أن أولوياتها الرجوع إلى المشروع الديمقراطي وليس الخلافات المجانية التي تعزز بقاء هذا المشروع الميت الذي أحيته بخلافاتها. وعلى التحالف أن يدرك أنه باستمراره في الحرب على اليمن يحي هذه الجماعة وهي رميم.
قلت وما زلت اقول يجب هزيمة هذا المشروع وإلا لن تقوم الجمهورية بعد اليوم أبدا. لتتوقف الأحزاب السياسية عن خلافاتها الساذجة وعن كل هذه الكراهية المجانية وتبدأ بالمصالحة والاعتناء بالمواطنين الذين كدحوا طوال حياتهم ليجدوا أنفسهم مضطرين للقلق حول كيفية ضمان سقف فوق رؤوسهم والحصول على مرتباتهم. وليقل الجميع جاءت الديمقراطية وزهقت الحوثية إن الحوثية كانت زهوقا.