قبل أن يكمل ولد الشيخ جولته حبذا لو تقوم الحكومة الشرعية بإهداءه نسخة من القرار الأممي 2216 ليستمتع بقراءته أثناء جولاته ورحلاته الجوية لغرض "احياء عملية السلام"!! وسيجد في أولى فقراته ما نصه:
"يطالب الحوثيين بالقيام فورا دون قيد أو شرط بالآتي:
الكف عن استخدام العنف، وسحب قواتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء، والتخلي عن جميع الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية بما في ذلك منظومات القذائف، والتوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية، والامتناع عن الإتيان بأي استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة، والإفراج عن وزير الدفاع محمود الصبيحي وعن جميع السجناء السياسيين وجميع الأشخاص رهن الإقامة الجبرية، وإنهاء تجنيد الأطفال وتسريح جميع الأطفال المجندين في صفوفهم." انتهى الاقتباس.
****
لا شيء لدى المبعوث الأممي سوى أجندة الانقلابيين، بينما كان ولد الشيخ يطالب بفتح#مطار_صنعاء فتح الحوثيون بوابة زنزانة تشبه جهنم، أخرجوا منها جثة سجين كان يعمل صيادا يبحث عن ما يطعم أطفاله وذويه، كان علي أبكر علي شامي (28عاما) ينتظر جهود ولد الشيخ لفتح باب زنزانته قبل أن يصبح جسدا منزوعة الروح تحت سياط التعذيب الأشد وحشية!!، ولد الشيخ يلهث وراء فتح مطار صنعاء، ونسي قرار مؤسسته القادم منها بضرورة الافراج عن كافة المختطفين في سجون مليشيا الانقلاب.
يوم صدر قرار مجلس الامن 2216 كان يتوقع من ولد الشيخ أن يسعى بكل قوته لفتح أبواب الزنازين، لحل القضية الانسانية أولا ثم الخوض في الملفات السياسية، لكن تباطؤه وتواطؤ الجهات الدولية وخذلان الاطراف كلها وفر للمجرمين ظروفا قتلوا فيها نحو 109 ضحية تحت التعذيب، خرج علي أبكر جثة هامدة من سجون الحوثي في الحديدة، فأي سلام ستصنعونه لأبكر صاحب الحديدة المغدور؟!
****
يتوقف المرء بدهشة وحيرة وعجز عن تفسير كل هذا الجنون، كيف يسمح ولد الشيخ لنفسه وللمؤسسة التي يمثلها أن يتحدث عن خطة سلام للحديدة وفي الحديدة يقتل الناس تحت التعذيب، فمن هم الذين يسعى ولد الشيخ لحمايتهم؟ اذا كان يتحدث عن الشعب اليمني فهناك في سجن واحد نحو اربعمائة وثمانون يمنيا في غرف ضيقة وبدرومات مكتومة ودرجة حرارة قاتلة في حر اغسطس وفي اجواء الحديدة اللافحة، بلا تهم ولا ذنب ولا كرامة انسانية ولا حتى سجون صالحة للاحتجاز، وفوق ذلك تعذيب وحشي حد الموت!! أبكر شامي واحد من الشهود الذين قدموا ارواحهم قرابين عل ضمائر هؤلاء تفيق من سكرة الكيل بمكيالين والنفاق الدولي القبيح، عن أي سلام تتحدثون؟ ولمن؟ ومن هو الانسان في تعريفكم؟!
****
ويتضاعف الحزن ويزداد الوجع أن حكومتنا الموقرة خفت صوتها وغاب الرقم 2216 عن تصريحات مسؤوليها في هكذا مهزلة جديدة لولد الشيخ بعد مهزلة خطة كيري سيء السلوك والفعل السياسي!.
من أين لنا بوزير خارجية يتوقف مع الضحايا الذين قتلوا تحت التعذيب كبشر كآدميين، لا كأرقام، كيف نستطيع أن نغرس في ذهنية وزير الخارجية وحقوق الانسان والاعلام أن نحو 109 يمني تلقوا تعذيبا بالغ الوحشية انتزع منهم أرواحهم، وان جثامينهم عادت لاطفالهم هامدة في ابشع فجيعة حلت باليمنيين!
هؤلاء بشر لديهم اطفال وزوجات وامهات، كما لديكم اطفال وزوجات وامهات، فكيف تخذلونهم يقتلون تحت وطأة التعذيب والنسيان والخذلان والتفاوض بهم كورقة سياسية وليس كقضية إنسانية؟!
يا ولد الشيخ: ماذا سيصنع المساجين في زنازينهم؟ ما الدور الذي يقومون به الان في الحرب؟ هل هم مثلا من يخطط لحرب والسلام؟ هل هم من ينقل الذخيرة النارية ويشعل البارود حتى تؤجلوا الحديث عنهم؟!
ما علاقة فشل ملف المختطفين كقضية انسانية بحتة عند كل جولة مفاوضات؟!
يا حكومة الشرعية: دعوني أضرب لكم مثلا بدولة تحترم مواطنيها ، والمثل لا يقبل الجدل العقيم على حساب ارواح الناس، لكنني كنت اتابع تحركات المسؤولين القطريين في الملف الانساني والحقوقي لشعبهم فتتساقط الدمع حسرة من عجز وزراءنا!
عقد المري جلسات في جنيف لحقوق الانسان واقام مؤتمرات ورفع دعاوى واستضاف القضاة في المحكمة الجنائية ولم يقتل حتى اللحظة مواطن قطري، قتلت ناقتين فقط، ونحن قتل من مواطنيكم 109 تحت التعذيب فهل هذا جهدكم حقا؟!
يا كل ضمير...
طالبوا بفتح مطار صنعاء لا مشكلة، لكن قبلها اعملوا على كسر ابواب زنازين العاصمة!
تعاطوا مع خطة سلام الحديدة، لكن عندما تفتح ابواب زنازين الحديدة حين يبدأ الحديث من أول درجات الحقوق تعالوا لنتحدث، لا تتاجروا بأوجاعنا، يكفي ..!