كل المدن التي دمرتها الحروب لم يجد معها الترميم نفعاً .. كلها أعيد إعمارها، من منطلق أن إعادة الإعمار عملية لا تقتصر على تشييد العمارة فقط وإنما تشمل عملية البناء الواسعة التي تبدأ بإعادة تشكيل البيئة المحيطة بمتطلباتها من الخدمات والهياكل والبنى التحية وتمتد إلى جوهر الانسان الذي خربته الحرب . هي عملية إعداد واسعة للإنسان الجديد الذي خرج من تحت أنقاض الحرب ليستلهم معاني الحياة في صورتها الجديدة التي لا تتوقف عند ترميم هذا المبنى أوذاك وإنما بما تحمله من آمال عريضة وأحلام واسعة وثقافة متجددة .
اليمن بعد الحرب لا يحتاج إلى ترميم .. وإنما إلى إعادة إعمار كاملة يجب أن تبدأ الآن في المناطق المحررة ، والتي سيكون التعامل معها نموذجاً لما تتوقعه اليمن من إعمار .
إن على القائمين على المناطق المحررة أن يعيدوا صياغة فكرة الترميمات الجزئية قي إطار رؤيا شاملة لإعادة الإعمار ، ويبحثوا ذلك بصراحة ومسئولية مع التحالف .. فمصداقية العلاقة المستقبلية تبدأ من هذه النقطة التي أعتقد أن طرقها في اللحظة الراهنة والبدء بتنفيذها سيستعيد المبادرة التي افتقرت إليها العلاقة خلال المرحلة الماضية .