لا أعرف عبارة أغبى وأجهل من هذه العبارة:
"دم الجنوبي على الجنوبي حرام".
لأن الإسلام قبل ١٤٠٠سنة قد تجاوز هذا الضيق في تحليل القتل، بعبارة أوسع بكثير:
"دم المسلم على المسلم حرام".
وتوسعت دائرة تحريم القتل في حضارة المدنية وحقوق الإنسان اليوم إلى عبارة أرقى بكثير:
"دم الإنسان على الإنسان حرام".
وصدقوني، ستتوسع الدائرة أكثر في حضارات الأجيال القادمة،
بعد نجاح صناعة "اللحم الاصطناعي من الخلايا الحية" (له حاليا نفس جودة لحم الحيوانات الحقيقية وطعمها، لكنه مكلف جدا حاليا:
القطعة من لحم الحيوانات الحقيقية اللي قيمتها ٧ دولار حاليا، تقابلها قطعة صناعية قيمتها ٢٧ دولار)
لتصبح عبارة الأجيال القادمة:
"دم الكائن الحي على الكائن الحي حرام".
وسيأتي علماء دين راقيون سيدعون بالرحمة ليس للإنسان فقط،
لكن للبغال والبقر والزرافات والبسس والطحالب!...
أقول كل هذا، لأن إمام مسيرة المجلس الانتقالي بعدن قال، قبل يومين،
هذه العبارة الشنيعة:
"دم الجنوبي على الجنوبي حرام، إلا من خان".
كنت أظن أن هذه العبارة التعيسة:
"دم الجنوبي على الجنوبي حرام"
قد اختفت كليا من خطاب القوى السياسية في جنوب اليمن،
من كثرة ما كتبتُ لتجريمها ولإدانتها ولمسحها من ذلك الخطاب،
لكن جاء هذا الإمام التعيس،
ليزيد الطين بلةً دموية جديدة،
وليحلل مزيدا من القتل والجرائم،
بإضافة هاتين الكلمتين الأشنع:
"إلا من خان"!...
اقتلاع الإرهاب، يا أعضاء المجلس الانتقالي،
يبدأ من اقتلاع هذا الخطاب المجرم،
وهذه العبارات الدموية الآتية من ظلمات قاع التاريخ!