وجاء دور النساء الهنديات
روشيه سانغافي
روشيه المولوده في مقاطع بونا في الهند عام 19822م بدأت بالعمل في شركة أوراكيل لصناعة البرمجيات عام 2004م, ومن ثمّ التحقت بالعمل في شركة فيس بوك عام 2005م وأصبحت أول مهندسة تقتحم ميدان العمل في برمجيات وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) وتكسر حاجز احتكار الرجال للعمل فيها.
روشيه قادت فريق المهندسين المبرمجين في فيس بوك عام 20066م وهي وراء الكثير من الابداعات والتميز في خدمات الفيس بوك مثل إضافة خدمات التغذية الإخبارية فيها, و بعد سلسلة من الانتقادات والاعتراضات والشكاوى التي تلقتها شركة فيس بوك متعلقة بنظام الترميز وضعف حفظ الخصوصية للمستخدمين, استطاعت روشيه ان تحقق خدمات تضمن الخصوصية من خلال نظام غاية في التعقيد يؤمن حماية للمستخدمين.
ومع عام 2010 وهي في قمّة إبداعاتها وتميزها غادرت روشيه شركة فيس بوك لتنضم للعمل مع شركة ميكروسوفت.
وبمشاركة زميلها السابق في فيس بوك أديتا أجاروال وبعد انتقالهما للعمل في مايكروسوفت عام 2011م ابتكرا ملف خدمة المزامنة المعروف بالدروب بوكس وهو أحد ابداعات خدمات مايكروسوفت والذي تم الإعلان عنه في عام 2012م. وروشيه اليوم هي نائب رئيس عمليات خدمات الدروب بوكس.
بادماسري ووريار
بادماسري المولوده في الهند عام1961م, عملت مع شركة موتورولا لمدة 23 سنة في ولابة أريزونا الامريكية ابتداء من العام 1984 بعد تخرجها من جامعة كورنل الامريكية وحصولها على درجة الماجستير في الهندسة الكيميائية , وبسرعة ارتقت من بين صفوف الكثير من الرجال داخل شركة موتورولا وكانت واحدة من عدة نساء قلائل في الشركة سرعان ما أصبحت المدير العام لمجموعة أنظمة الطاقة التابعة لشركة موتورولا وكذلك المدير التقني الرئيسي لإدارة منتجات أشباه الموصلات.
وفي عام 2003 أصبحت بادماسري إضافة الى عملها كمدير تقني أحد مساعدي رئيس شركة موتورولا. وفي عام 2005 أصبحت نائب المدير التنفيذي للشركة. وخلال فترة عملها في الشركة فازت شركة موتورولا عام 2004م ولأول مرة في تاريخ الشركة بالميدالية الوطنية للتقنية والتي يمنحها عادة الرئيس الأمريكي.
وفي عام 2007 تركت بادماسري شركة موتورولا لتلحق بشركة سيسكو وأصبحت مدير التقنية الرئيسي بالشركة وهي في هذا الموقع حتى يومنا هذا.
الخلاصة
ونخلص من هذه الإطلالة على وادي السليكون بكاليفورنيا الى استلهام الكثير من الدروس والعبر ومن خلال الإجابة على الأسئلة والاستفسارات التالية:
• كيف استطاعت تلك الشركات الى الاكتشاف المبكر لتلك الكوادر الموهوبة من خلال آلية فرز وتقصي رائدة وفق مبدأ تكافئ الفرص عبر منظومة من عمليات التوظيف للموارد البشرية كانت ناجحة بامتياز.
• كيف استطاعت تلك الشركات توفير البيئة المناسبة والمحفّزة لكي تلهم هؤلاء الشباب ليفجّروا إبداعاتهم ومواهبهم على نحو ما رأينا من مساهمات خلاّقة أعادت صياغة الكثير من البرمجيات سواء على مستوى الأجهزة الحاسوبية أم على مستوى مواقع محركات البحث او التواصل الاجتماعي وطوّرتها على النحو الذي نشاهدها اليوم من تقدم وتطور رائع ومفيد.
• كيف استثمرت تلك الشركات تلك الابداعات والبصمات فأصبحت بسببها شركات عملاقة من خلال تحويلها الى صناعات رائجة عملا بالقاعدة الذهبية والتي تفيد تحويل المعلومة والتجربة والممارسة الى علم ويتم تحويل العلم الى تقنية ويتم تحويل التقنية الى صناعة والى مال وفير.
نصيحة
وأتوجه بالنصيحة الى شبابنا الموهوبين وما أكثرهم في هذا الزمان إذا كان هؤلاء الشباب الذي كان أغلبهم قد نال شهادة الماجستير ولم يتجاوزوها الى ما بعدها في سلّم الدراسات العليا إلا ما نذر, وقد أنجزوا ما عرفناه في هذه الإطلالة وما تعرفونه أنتم أكثر مني عنهم وعن غيرهم فماذا أنتم فاعلون, الطريق أمامكم بإذن الله سيكون سهل وميسر والحاجة ماسّة الى إبداعاتكم ومواهبكم لتتركوا بصمات واضحة في مسيرة البشرية في الابداع والانجاز الحضاري والأمة تنتظر منكم الكثير فأروها من أنفسكم خيرا.