الزيارة الهامة لرئيسة وزراء بريطانيا ماريا تيريزا للمشاركة في المؤتمر السنوي لدول مجلس التعاون الخليجي تندرج ضمن ما يمكن ان يسمى بالحدث التاريخي لعدة أسباب وهي انها تأتي ضمن تحرك بريطاني خارجي يشمل بدرجة أساسية كثيراً من بلدان الجغرافيا السياسية التي كانت ذات يوم جزءاً من الامبراطورية البريطانية . في محاضرته التي القاها بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني وقائد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ( البركست) صيف عام٢٠١٦ في المركز الملكي شاتم هاوس قبل ايام .
رسم بوضوح ملامح هذه السياسة الخارجية التي أكد فيها على ضرورة الاهتمام بالدول التي امتدت صداقتها التقليدية ببريطانيا في ظروف مختلفة لعقود طويلة ، قال ان بريطانيا تمتلك مقومات ان تقود ما يؤهلها ان تستعيد مكانتها التاريخية ، وغازل الهند عند مطالبته بتوسيع العضوية الدائمة لمجلس الأمن الدولي كإجراء لاصلاح اوضاع المنظمة الاممية حيث تساءل عن أسباب بقاء بلدان (عظيمة) مثل الهند خارج العضوية الدائمة لمجلس الأمن .استعاد ذكريات تاريخية لمقابر البريطانيين في أفغانستان في ادوار مختلفة كمستعمرين وكمدافعين عن مصالح أفغانستان ..
استعرض دور البريطانيين في تعمير العالم فيما أشار الى ان خروجها من الاتحاد الاوربي ليس دعوة الى العزلة ولكنه تحرير لقدرات بريطانيا في استعادة دورها العالمي في دعم وقيادة العالم الحر . تحدث عن حجم التبادل التجاري مع دول الخليج وانه يمكن مضاعفتها على قاعدة المصالح المتبادلة حيث تبلغ الصادرات البريطانية الى هذه الدول ما يساوي ٢٢مليار جنيه إسترليني . ربما كان الحافز الرئيسي لتفتيش الدفاتر القديمة هو الاثار التي سيرتبها خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي خاصة على الصعيد الاقتصادي،
لكن الامر المهم الذي سيظل محط اهتمام العالم هو الاجابة على سؤال آخر وهو الى اي مدى قد يكون خروج بريطانيا على ذلك النحو مؤشرا على ان بيئة خصبة لليمين المتطرف قد عادت الى الواجهة في اوربا وباتت تقلق العالم لا سيما وقد تلاحقت نجاحاته على اكثر من صعيد كان اخرها هزيمة مشروع الاصلاح الديمقراطي في إيطاليا منذ يومين فقط وأدى الى استقالة رئيس الوزراء صاحب المشروع المهزوم .