بعد تعزيز واشنطن تواجدها في مضيق باب المندب، عادت البحرية الملكية البريطانية اليوم إلى المياة الأقليمية اليمنية، ولهم أهداف مشتركة إلى جانب أهداف خاصة لكل طرف.
كشفت صحيفة «تايمز» اليوم عن وصول أحدث مدمرة بريطانية «إم إتش إس دارينغ» إلى سواحل اليمن، بهدف "حماية المصالح البريطانية من الصواريخ الإيرانية"، حسب مصادر الصحيفة. تأتي عودة البحرية البريطانية إلى سواحل اليمن في عز بعض الاستعدادات المحلية لإحياء الذكرى الـ 39 لعيد جلاء آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن (في 30 نوفمبر 1967).
يثير التحرك العسكري البريطاني اللامتوقع عديد من التساؤلات حول الهدف المستقبلي الذي ستقوم به القوات الغربية المتوافدة تباعا إلى سواحل بلد غارق وسط الحرب منذ عامين. الأهداف المعلنة حماية الملاحة في باب المندب، ومشاركة التحالف الدولي في الحرب ضد الإرهاب، وتثار تكهنات كثيرة حول مهام مستقبلية للقوات الغربية الواصلة إلى البحر الأحمر وخليج عدن.
تقول تلك التكهنات، لو عجزت قوات الشرعية عن إنهاء الإنقلاب، يرجح قيام القوات الغربية بإسناد خيار استقلال الجنوب، مستدلين بتحركات جنوبية ساعية إلى تحقيق هذا الهدف الأكبر، في نظرهم.! مواقف واشنطن ولندن قبل وبعد الإنقلاب، و كذلك مجلس الأمن الدولي تؤكد على وحدة اليمن، وموقف التحالف والشرعية واضحا بهذا الشأن، وبالرغم من ذلك، تظل حسابات الغرب غير ثابتة.
سيبدد الحسم العسكري شمال البلاد كافة المخاوف، والغريب عدم اكتراث صانع قرار الشرعية والتحالف بمخاطر إطالة أمد الحرب رغم معرفتهم بتعقيدات المرحلة، واحتمال ترجيحها خيار استقلال الجنوب بدعم دولي.
الشرعية والتحالف والحراك يتعاملوا ببرود مع التحركات البحرية، ويحذر صالح والحوثي منها لأسباب تخصهم، وهناك مخاوف لدى الأحزاب من التواجد الغربي، فيما النخب جنوب وشمال البلاد ليست مهتمة بالأمر. من الصعوبة الآن استقراء سيناريوهات المستقبل في اليمن، ومع ذلك، فكل الاحتمالات واردة بفعل تراجع وتيرة قوات الشرعية في إنهاء الإنقلاب شمال البلاد، يقابلها، عمل الحراك على فرض سلطته في الجنوب.