وحدهم الانقلابيون في اليمن من يتحمّلون ما يجري من تصعيد عسكريّ بعدما أضاعوا كلّ الفرص التي أتيحت لهم لإيجاد حلّ سلمي للأزمة، لأنهم - وبكلّ بساطة - يأتمرون من الخارج ولا تنطلق أجندتهم من المصالح الوطنيّة لليمن، فهم عبارة عن ميليشيات انقلابيّة متعطّشة للسلطة تحالفت مع المخلوع صالح الذي لفظه الشعب اليمني، ويصرّ أن يظلّ شوكة في حلق هذا الشعب الأعزل، فهو الذي خرج أكثر من مرّة في تصاريح إعلاميّة يؤكّد تمسّكه بالسلطة ويعلنها بكلّ وقاحة بأنه لن يترك اليمن إلا مقتولاً.
ما يقوم به الانقلابيون - من قصف عشوائي للمدنيين في اليمن وداخل الأراضي السعودية - يؤكّد بالدليل القاطع أنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، بعدما استأنفت مقاتلات التحالف العربي غاراتها بكثافة على معسكرات وتجمّعات الميليشيات الانقلابية موقعةً في صفوفها خسائر فادحة، لذا فإنّ هذه الميليشيات تلجأ في كلّ مرّة للقصف العشوائي للانتقام من المدنيين؛ لأنهم ليسوا في موقع عسكري يمكنهم من استهداف قوات التحالف، فالمقاومة الشعبية أصبحت على مرمى حجر من صنعاء التي أصبح تحريرها مسألة وقت بإذن الله، فالشعب اليمني عانى الكثير من ظلم وجرائم الانقلابيين وطلب العون من دول التحالف التي لبّت نداء الشرعية وتدخلت لإعادة الأمور إلى نصابها وأحبطت اختطاف اليمن وأهله وتجييره لصالح الانقلابيين الذين ذاقوا وبال أمرهم، فالعدالة الناجزة ستطال كل من أجرم بحق الشعب اليمني.
بعدما أضاع الانقلابيون كل فرص السلام التي أتيحت، لهم ليس أمامهم الآن إلا تحمّل عواقب جرائمهم، فالحكومة الشرعية أكّدت أنها لن تصمت على خروقات الانقلابيين للهدنة، وكذلك استغلالهم لمباحثات الكويت للتقدّم ميدانياً، وحرصهم على إطالة أمد الأزمة للضغط على الحكومة الشرعية والشعب اليمني لقبولهم، فمثل هذه المكائد لن تنطلي على أحد ولن يجدوا إلا الحسم العسكري الذي أوشك على النهاية، فلقد هبت رياح الحرية على اليمنيين الذين رفضوا منذ اللحظة الأولى للانقلاب القبول به والانصياع لأوامر الانقلابيين، حيث ثار الشعب للدفاع عن الشرعية وتصدى بكل ما يملك لمخططات الميليشيات الطائفية التي أردات أن تفرض نفسها على واقع اليمن، ولكن ولله الحمد، فإن الانقلابيين لا يسيطرون إلا على 20% من الأراضي اليمنية وذلك حسبما أكّدت قيادة التحالف.