عبدالله قاسم العنزي
لابد أن يكون في نهاية المطاف في القضية اليمنية منتصر ومهزوم، فالوضع اليمني على مفترق طرق، فإما أن يواجه الحوثي بأقسى قوة وردع وإما أن يصومل اليمن وتبدأ سلسلة الانفصالات ويقع الشعب اليمني في مستنقع المجاعة وتزداد الحالة الإنسانية سوءا فيصعب معالجتها في المستقبل.
بات واضحاً تعنت علي صالح وأعوانه الحوثيين بعدم قبولهم تنفيذ القرار الأممي 2216 وتمسكهم بملف الرئاسة وحكومة الشراكة قبل الانسحاب من المناطق التي يمتد بها نفوذهم وتسليم السلاح وإطلاق صراح المعتقلين.
وعلى ذلك فإن التسوية السياسية غير ناجحة، فالحوثي وصالح يراهنان على قوتهما في الصمود واستنزاف الطرف الآخر (قوات الشرعية)، وهنا لا بد أن يكون دور التحالف العربي هو الردع العسكري وفتح الخطوط على المناطق التي يسيطر عليها الحوثي وصالح لقوات الشرعية، وليس رعاية التسوية السياسية التي تكسب الميليشيات الحوثية وقوات علي صالح التنفس في بعض المناطق ليستعيدوا مزيداً من المعنويات، غير أن القضية اليمنية من نواح عدة ستجر إلى منعطفات أكثر تعقيداً في ظل ضعف الهوية السياسية وترهل مؤسسات الدولة وتقاطع المصالح الشخصية.
بينما تحت ركام هذه الأزمة يعيش أكثر من نصف الشعب اليمني في حالة من الانعدام للأمن الغذائي وضعف سبل العيش مع سيطرة الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتطرفة على بعض المناطق ومنع وصول المعونات الغذائية لبعض المناطق وهذا يجعلنا نخشى أن يصبح اليمن في الأيام المقبلة الصومال الثاني.
الشرق السعودية