أكرم القصاص
اليمن السعيد سابقا اليمن المتصارع حاليا، أنه تحول إلى ساحة لحرب إقليمية وطائفية.. المدهش أن كل فصيل طائفى أو مذهبى يتصور أنه سوف ينتصر، ويجمع أو يحصل على السلاح من جهة ما، ليحارب وهو يؤكد أنه سوف ينتصر، وأن الطرف الآخر هو المخطئ، لقد استسلم بعض المنتسبين للثورة لأوهام التغيير المستورد، فأضاعوا فرصة البناء.
ثلاث سنوات ولا يبدو أن هناك طريقا يسلكه اليمن منذ الإطاحة بعلى عبد الله صالح، وبالطبع هناك مسؤولية لنظام صالح المتسلط مثل باقى الأنظمة المتسلطة التى أطاحت بالبدائل وأفقدت الشعب الثقة فى نفسه وفى غيره. قبل ظهور الحوثيين فى الصورة كان الصراع على السلطة قبليا ومذهبيا، فضلا عن مطامح جماعة هنا أو تنظيم هناك، لم تتوقف التفجيرات والصراعات المتبادلة بين المذاهب، نقول هذا للتأكيد أن الصراع فى اليمن هو صراع عرقى وقبلى قبل أن يكون طائفيا، اليوم هناك اتهام لإيران بالتدخل لدعم الحوثيين، مع العلم أن إيران لو كانت حاضرة فكل دول المنطقة، بل العالم، حاضرون فى صراع عض الأصابع باليمن.
تواصل جماعات السنة فى اليمن صراعها ضد الحوثيين بالتفجيرات والعمليات الانتحارية. فيرد الحوثيون باقتحام واغتيال.. وأخيراً سقط مقر الرئاسة. ويبدو السؤال المطروح أين كانت تختبئ كل هذه الكراهية بين الطوائف فى اليمن، وكيف تفجرت كل هذه الكراهية فى كل الاتجاهات؟..
بالطبع هناك عوامل تحفيزية تغذى الصراع وتدفعه إلى قمة الصدام رهانا على أن أرضيات الصراع صالحة أكثر للتقسيم أو انتزاع مناطق طائفية أو عرقية، ومن يمكنه إنقاذ هذا البلد من مصير التفكك والتشظى.
المتوقع أن تظل هذه الحرب دائرة مع مزيد من تفكك الأجهزة والنواة الصلبة للدولة مع توزيعها بين الطوائف، وبعد شهور أو سنوات من الصراع، سوف تتدخل قوى خارجية لفرض تقسيم أو إعادة توزيع اليمن، لن يحقق أى فصيل انتصارا على الباقين، فقط سوف يتم استنزاف الثروات والمقدرات بما يدفع اليمن للخلف سنوات، وربما عقود مع توسع المرض الطائفى والقبلى، وكان أحد لا يتعلم من تحارب الحاضر والتاريخ فى العراق أو ليبيا. كانت الأنانية والانتهازية والتبعية هى الطريق لإشعال حروب الكراهية فى اليمن وتحويله إلى ساحة حرب طائفية وعرقية ليتم تخريب اليمن بأيدى أبنائه رهانا على أوهام لن تتحقق.
اليوم السابع المصرية