محمد عبدالله القادري
قمة المهزلة والسخرية والاستهتار عندما قام الرئيس اليمني السابق رئيس جناح المؤتمر المتحالف مع الحوثي بإصدار قرار يقتضي تعيين الشيخ عقيل فاضل رئيس للمؤتمر الشعبي العام بمحافظة إب ، كون القرار مخالف اللوائح الداخلية للمؤتمر ومتجاوز لقيادات المؤتمر في إب ، بينما يعتبر الشخص الذي تم تعيينه شخصية فاسدة وفاشلة لا تستحق ان تتولى زمام قيادة المؤتمر في إب .
عفاش يعتبر قواعد حزب المؤتمر الوفية والصامدة في إب مجرد قطيع من الاغنام يسوقهم كيفما يشاء ويحركهم أين مايريد ، فهم الاكثر حضوراً في حشود ميدان السبعين يذهبون ويدفعون تكاليف السفر والاكل من جيبوهم الخاصة ، وهم الاكثر سواداً في استقبال صالح وفي خروج المسيرات التي تشحب فيها اصوتهم وهم ينادون بالروح بالدم ، ولذلك فلا عجب ولا غرابة عندما يقوم عفاش بتعيين اسوء قيادة مؤتمرية لقيادة تلك القواعد الوفية فالوفاء في نظر عفاش وآله هو استعباد واستضعاف ، ولا تتفاجئوا يوماً ان قام عفاش بتعيين احدى الفراشات في اللجنة الدائمة وكلفها بقيادة مؤتمر إب ، فأبناء إب المؤتمريون ليس لهم اي قدر وتقدير ولا يضرب لهم اي حساب عند عفاش الذي تعود منهم دوماً ان لا يعترضوا على مايريده ولا يخالفوه ، وإنما حالهم دوماً ان يقولوا سمعنا واطعنا ياعفاش .
كانت هناك نظرية خاصة لعفاش في عهد حكمه تجاه ابناء إب ، هي نفسها النظرية التي يستخدمها تجاه المؤتمر في المحافظة الخضراء ، وتلك النظرية تقتضي تشجيع ودعم وتعيين الشخصيات الفاسدة والظالمة والانانية التي تهتم بخدمة نفسها فقط ولا تهتم بخدمة المجتمع وابناءه من حولها ، وتهميش الشخصيات الوطنية والشريفة والقيادات الكفؤه من ابناء إب التي تهتم بخدمة المجتمع ومنفعة الناس ، حيث يعتقد عفاش ان تطبيق هذه النظرية هي ضمان بقاء الشارع والناس تدين له بكل الولاء وتخضع كل الخضوع .
في مديريات المناطق الوسطى التابعة لإب يريم والرضمة والسدة والنادرة ، قام صالح في عهد حكمه بتهميش ومحاربة اقوى الشخصيات القبلية والاجتماعية والوطنية والعسكرية ، واقتصر على دعم وتمكين نسبه القاضي احمد الحجري والذي تولى منصب محافظ محافظة إب في الفترة الاخيره وشهدت إب في عهده اسوء عهود الفساد والفشل وتوسعت فيها عملية السمسرة ، بالاضافة إلى دعم وتمكين صهر الحجري عبدالواحد صلاح الذي اصبح رئيس فرع المؤتمر وتم تعيينه محافظ لمحافظة إب عبر قرار اللجنة الثورية الحوثية بعد الانقلاب ، فالحجري وصلاح هم من صنعهم صالح وهمش من سواهم فأصبحوا رموز مخلاف يريم وإب بشكل عام وهم في الحقيقة ليس لهم ثقل اجتماعي إلا اهالي قرية او قريتين فقط في مديرية الرضمة .
اولئك الشخصيات الذي قام صالح بتعيينهم في عدة مناصب بالدولة في عهد حكمه وعلى رأسهم الوزراء السبعة من ابناء مديرية السدة ، لم يقدموا للناس والمجتمع والمحافظة اي خدمات تذكر ، وهذا مايدل على انهم كانوا مجرد كوز مركوز فصلهم صالح حسب طلب نظريته ، فالعسكري من ابناء سنحان له صلاحيات ونفع اصحابه وابناء منطقته اكثر من الوزراء المحسوبين على محافظة إب .
بقية مديريات إب قام صالح في عهد حكمه بدعم وتمكين الشخصيات التي تبتز الرعية والمواطنين وتذلهم وتستعبدهم وجعل الدولة معيناً لهم في ذلك ، بينما قام في نفس الوقت بتهميش القيادات والشخصيات التي تميل للوقوف مع صف ابناء إب وخدمتهم ومنفعتهم وعلى رأسهم الشيخ الراحل عبدالعزيز الحبيشي رحمه الله .
واليوم هاهو صالح يقوم بتعيين اسوء شخصية مؤتمرية لرئاسة مؤتمر إب ، متجاهلاً بذلك شرفاء المؤتمر وكوادره وقواعده وانصاره ، ومتجاوزاً انظمة ولوائح حزب المؤتمر الداخلية ، وفي الوقت الذي كانت قواعد المؤتمر تنتظر التخلص من اسوء القيادات تفاجأت بقيام صالح بترقيتهم وابقاءهم والحفاظ عليهم .
عقيل فاضل الذي قام صالح بتعينه هو شخصية فاسدة اشتهرت بفسادها وشكى ابناء إب من ذلك الفساد الذي مارسته اثناء عملها كوكيل محافظة إب للشؤون الفنية ، فهو من جعل مخخطات شوارع إب حسب مايدفعه ملاك الاراضي من رشوة للمذكور مقابل ان يجعل الشوارع تمر من امام اراضيهم ، بينما هو من كان يلتهم عائدات مكتب الاشغال ويتقاسم بها مع عدة شخصيات مسؤولة .
ايضاً عقيل فاضل كان يشغل منصب نائب رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة المسؤول التنظيمي للحزب ، وقد كان فاشلاً كل الفشل في هذا المجال ، وعندما قام الحوثيون بتعيين شخص من سلالتهم وكيل لمحافظة إب للشؤون الفنية بديلاً عنه ، قام عقيل فاضل بتجميد عضويته في المؤتمر عبر رسالة قدمها إلى صالح وهو ماتم تعيينه رئيساً لمؤتمر إب بعدها .
كانت حجة عقيل فاضل في تجميد عضويته بالمؤتمر هي ان المؤتمر في الفترة الاخيرة لم يهتم بكوادره وانصاره ولم يقف معهم وهذا ماتضمنته رسالته المقدمة لصالح ، وهذه الحجة كاذبة ومضللة الرأي العام ، وحقيقة ان تجميد فاضل لعضويته في المؤتمر كانت ناتجة عن مصلحة شخصية ذاتية انانية وليس لمصلحة قواعد المؤتمر في إب ، وياسبحان الله لماذا لم يجمد فاضل عضويته قبل ان يتم تعيين وكيل للمحافظة بديلاً عنه ان كان يهمه مصلحة المؤتمر التنظيمية ، ولماذا لم يقدم الاستقالة إلا بعد ذلك ؟ الا يدل ذلك ان الرجل يذرف دموع التماسيح على منصبه الذي افتقده ، وهاهو اليوم يتم تعيينه في منصب رئيس للمؤتمر كارضاء وتعويض لما تعرض له ، وهذا ماسيجعل قواعد مؤتمر إب هم ضحية ذلك التعيين وتلك الشخصية التي لاتشرف المؤتمريين اطلاقاً .