عزوز السامعي
بعد عشرة أشهر لازالت لدينا القابلية ذاتها للشعور بالهزيمة .
مدينة المقاتلين الحفاة التي عطلت القوة العسكرية لصالح والحوثي وابتعلت المئات من ضباطهم وقادتهم، عليها الان احترام عظمة فعلها والانتصار على مشاعر الهزيمة
مشكلة تعز في كونها لم تفهم حتى الان انها معضلة الانقلاب ، وكابوس قادته ..
لم تمتلئ بقين يشير اليها بوضوح كمدينة تشكل كل ذلك الليل المخيم في سماء سنحان ومران ..
لم تستوعب حقيقة كونها عين الجحيم المفتوحة كحنفية فوق رأسي صالح والحوثي .
تعز الحزينة ، الموجوعة الباحثة خلف غبار المعارك اليومية عن خيط النصر تستحق ان تكتشف ذاتها بطريقة اخرى أيضا ..
أن ترفع يدها عن قلب فريد ، لتكتشف كم هي منغرزة في أحشاء عبد الملك الحوثي ..
أن تتوقف عن تحسس بقع الدم المتناثرة على وجه أمة الرحمن القدسي لتهتدي الى حجم السواد المحيط بعيني علي عبد الله صالح .
اكتشاف كهذا بامكانه أن يعيد تعز إلى قلب المعركة بروح متجاسرة عن مشاعر الحزن والخذلان ، ويمنحها طاقة مضاعفة للقتال واستكمال عملية التحرير بالامكانات نفسها ، ودون الاكتراث لامكانية الظفر بعشر مدرعات حديثة من عدمه .
تعز التي أسقطت اكبر ماخور للفساد في العالم ، بمقدورها أن تجهز على محاولاته الاخيرة للوقوف على قدميه ، انه يتهاوى الان ، وبعد خمس سنوات من الثورة تبخرت كل أحلامه في البقاء ، وصار يصارع للحفاظ على حديقة صغيرة غرب مدينة تعز تحمل اسمه ..
غير انها لن تضلل وجهه المحروق طويلا ، وسينتزعها منه شباب تعز في النهاية ويلقون به من اكثر اشجارها علوا الى مزبلة التاريخ .