ناصر الصرامي
مؤشرات المرحلة الجديدة في اليمن التي تحدث عنها التحالف العربي باتت واضحة في مختلف المدن اليمنية، وعلى أكثر من صعيد.
المعارك الكبيرة في اليمن شارفت على الانتهاء على ما يبدو، والمرحلة المقبلة هي مرحلة إعادة الاستقرار، وإعادة إعمار البلاد، كما يؤكد التحالف.
إلا أن ذلك لا يعني توقف الحكومة اليمنية والتحالف العربي عن استعادة كافة مؤسسات الدولة التي دمرتها ميليشيات الحوثي والمخلوع، وثم الأهم بذل كل الجهد الممكن لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن.
آخر الأخبار من تعز تؤكد عودة مئات الأسر التي نزحت هرباً من جرائم الميليشيات الحوثية إلى منازلها، لتعود معها مظاهر الحياة اليومية المعتادة. وشهدنا إطلاق للألعاب النارية احتفاء بعودة الحياة والشرعية، ومعها عادت بعض ملامح الحياة، وفتحت المطاعم والمحلات التجارية أبوابها رغم كل الدمار والخراب الذي خلفه قصف الانقلابيين. والذي وصفه مسؤول في الحكومة اليمنية الشرعية في حديث تلفزيوني بأنه انتقام «ما حدث في تعز هو انتقام من قبل المخلوع والمليشيات الحوثية»..!
رغم ذلك سارع أهالي تعز إلى ترميم محلاتهم، فيما تطوع آخرون في مهام نزع الألغام. وعادت الدوائر الحكومية والمرافق الأمنية هي الأخرى لممارسة مهامها المعتادة.
رافق ذلك تحولات في المشهد السياسي والعسكري الإنساني، وبعد 9 أشهر من الحصار بدأت عملية إدخال المساعدات الإغاثية إلى المدينة، فيما عادت الحركة نوعاً ما إلى بعض المناطق مع حذر كبير من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب.
إنسانياً، استقبلت هيئة الإغاثة المحلية الدفعة الأولى من المساعدات المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما تم إعادة فتح المحلات التجارية والمطاعم والأسواق بشكل تدريجي مع توفر السلع وتراجع أسعارها عما كانت عليه خلال فترة الحصار.
فيما تنتظر عشرات المدارس إعادة التأهيل لتستقبل عشرات الآلاف من الطلبة المتوقفين عن التعليم، لأن هناك نحو 200 ألف طالب في تعز حرموا من الدراسة بسبب الحرب، و151 مدرسة تضررت بسبب الحرب أو اتخذتها الميليشيات قواعد عسكرية. ويوجد 38 منشأة صحية متضررة أو مدمرة بالكامل، إضافة إلى شبكات المياه والكهرباء المتضررة.
عسكرياً عاد الهدوء إلى المنطقة الحدودية بين اليمن والسعودية نتيجة الوساطة التي قامت بها عشائر، وقال المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري نهاية الأسبوع المنصرم، إن العمليات العسكرية الكبيرة لهذا التحالف في اليمن أوشكت على الانتهاء.
وقال العميد عسيري: «نجد أنفسنا حالياً في نهاية مرحلة المعارك الكبيرة»، مشدداً على أن المراحل المقبلة ستشمل العمل على إعادة الاستقرار وإعادة إعمار البلاد.
سياسياً، تؤكد الرياض أنها لن تتخلى عن اليمن، فالسعودية لا تريد أن تكرر الخطأ الذي ارتكبته القوات الغربية عام 2011 عندما وجهت ضربات جوية في ليبيا للمساعدة في إسقاط حكم العقيد معمر القذافي قبل أن تنسحب تاركة الفوضى وراءها.
قال العميد العسيري.. «لا نريد أن يتحول اليمن إلى ليبيا ثانية، لذلك علينا أن نقدم الدعم للحكومة والوقوف إلى جانبها مرحلة وراء مرحلة حتى تصبح قادرة على إقرار السلام والأمن».
صحيفة "الجزيرة".