الأستاذ/ محمد جميح
تصدرت مأرب عناوين الأخبار...
الحوثي يريدها حية أو ميتة...
يريد أن يهين من خلال إهانتها حضارات اليمنيين الضاربة في أعماق التاريخ...
يريد أن يغتصب بلقيس...
ولكن...
بلقيس من حجم ثقيل...
بلقيس ملكة والحوثي زعيم عصابة...
وفي حال قامر الحوثي باجتياح مأرب، فقد قال السبأيون من قبل "نحن أولو قوة وأولو بأس شديد..."
وفوق ذلك، مأرب ليست وحدها...
وفي حال قرر الحوثي غزوها، فستقوم المدن اليمنية بانتفاضة شعبية تقلب المعادلات الحالية، وتقلب الطاولة على رؤوس اللاعبين...
يجب أن تتحرك العاصمة بمظاهرات ضخمة ضد المسلحين الحوثيين فيها، لا بد أن تنتفض تعز ضد الذين لا يرون فيها إلا مجموعة من "لابسي البناطيل"، سيرى الحوثي في "لابسي البناطيل" ما لم يكن في حسبانه، سيرى أنهم أقوى من سلاحه وكهنوته...
إب الخضراء التي سبقت إلى حركة "رفض" لن تسكت... عمران تتحفز، وأرحب كذلك، والانتفاضة ضد أولائك اللصوص، سارقي أحلام اليمنيين، ستصل إلى حجة والمحويت والحديدة...
مأرب جنوبية الهوى، ولن تكون وحدها في المعركة... الجنوب العظيم إلى جانبها...
لدي رسائل لا تحصى من جنوبيين شرفاء مع مأرب في المعركة التي هي معركة الجنوب، معركة الشمال، معركة اليمن كلها لا مأرب وحدها...
وسوف ترون عدن تتحرك ضد الحوثيين، لأنها تدرك أن مأرب هي خط الدفاع الأمامي للجنوب ضد هجمات أولائك القادمين من مجاهل التاريخ...
حضرموت حامية حمى الإسلام المعتدل...ولن ترضى بالغلاة يجتاحون مأرب التي تربطها بحضرموت وشائج قربى كثيرة...
الضالع ولحج وأبين والمهرة ستخرج دفاعاً عن شرف بلقيس شقيقة قتبان وحضرموت، والتي توجها السبأيون ملكة عليهم، قبل كهنوت الحوثي بآلاف السنين...
شبوة شقيقة مأرب، وعاصمة قتبان...والامتداد القبلي، ووشائج القربى ممتدة بين قبائلها وقبائل مأرب...
الجوف التي سطرت ملاحم الشرف خلال السنوات الماضية، لن تترك مأرب وحدها...
البيضاء ذات التاريخ العظيم في مقارعة الكهنوت هي جزء من اليمن..جزء من إقليم سبأ، وستهب للدفاع عن عاصمة الإقليم ضد البرابرة الجدد...
صعدة الجريحة تدفع ثمن اختطافها من قبل عبدالملك الحوثي..نعلم أنها مجبرة على الحرب..ولن يطول أسرها إن شاء الله...
الرأي العام محلياً سيتحرك، وعلى الدول الراعية للمبادرة الخليجية أن تعرف أن مصالحها في خطر حقيقي حال فكر الحوثي في غزو مأرب بعد أن غزا صنعاء..وتمرد على مخرجات حوار اليمنيين...
دول الجوار لن يرضيها أن تسيطر طهران عن طريق الحوثيين على منابع النفط في مهد العرب الأول...
الجيش الذي وجه له الحوثيون كل إهانة ممكنة لن يظل ساكتاً، وسنشهد تمرداً عسكرياً داخل الجيش لاستعادة هيبته واعتباره إذا استمر الوضع على ما هو عليه...
المعسكرات في مأرب ليس من صالحها الدخول في المؤامرة ضد مأرب، لأنها تعرف أنها مكلفة...ولأن معركة مأرب هي معركة الحوثي وإيران للسيطرة على النفط...ولأن هذه المعسكرات تنتمي لمأرب لليمن..لسبأ... لبلقيس...
إذا هاجم برابرة الحوثي مأرب..فإن على كل معسكرات الجيش وألويته في الجنوب والشرق والغرب مما لم يصل إليها الحوثي بعد، أن تتحرك لنصرة مأرب..لنصرة اليمن.. وعندما يهب الشعب والجيش للدفاع عن مأرب..للدفاع عن الوطن.... سيعرف الحوثي حجمه...
ويا أهل مأرب:
الجبال الجبال...
إذا سيطر الحوثي على الجبال فسوف يسيطر على الصحراء...
ويا أهل اليمن:
لا بد من كيان سياسي جامع يضم المدافعين عن القيم الإنسانية في اليمن...
كيان تكون مأرب ببعدها التاريخي والرمزي في صلبه...
كيان ينطلق من صنعاء...مدينة سام
يلتحم بتعز عاصمة الرسوليين...
ويذهب إلى عدن أقدم مدن العرب على سواحلهم الجنوبية...
لا بد من كيان سياسي جديد يلتهم أحزاب الخراب التي شاخت وأكلها السوس...
ولا بد من ناطقين إعلاميين يوصلون قضية مارب، رسالة اليمن، للعواصم العربية والعالمية...
رسالة إعلامية مفادها أن الإرهابيين سيطروا على عاصمة بلدنا، ثم اتهمونا بالإرهاب...
رسالة مفادها أننا لن نسلم لإيران...
لن نسلم للقروسطيين الجدد...
رأيت رجالاً فوق السبعين من مأرب يرابطون استعداداً لمواجهة البربرية الحوثية، قال أحدهم : "حن (نحن) قبايل وأرضنا عرضنا..والله ما يدخلوها إلا وحن (نحن) في بطنها"...
مثل هذا السبعيني سيجد ملايين الشباب اليمني يفدونه بأرواحهم...
أبناء مأرب ليسوا إرهابيين...
وهم دعاة دولة مدنية حضارية ديمقراطية...
دولة السلام والعدل والحرية والمساواة وسيادة القانون...
أبناء مأرب لا يريدون الحرب...لكنهم سيدافعون عن أرضهم وعرضهم...
سيدافعون عن مأرب..عن اليمن، مستلهمين قيم الشرف العربي التي لا يعرفها الحوثي الذي نكث العهد، ومارس كل أنواع الغدر والفجور والكذب، وشراء الذمم، والتقية...
أبناء مأرب هم أهل تاريخ...
ويعرفون أن التاريخ يراقب حركاتهم...
يسجل مواقفهم...
وهم ليسوا في وارد أن يراهم التاريخ على غير ما تريد بلقيس..لا هم ولا اليمنيون...
ورسالة من أبناء مارب لأتباع الحوثي:
"نحن إخوة الدين والأرض...لا يسوقنكم الحوثي لمحارقكم، لأطماعه التي برع في إخفائها عنكم...وإذا غم عليكم أمر الحوثي، فتتبعوا تأريخه...نحن أهلكم وربعكم، ومعركتنا ليست معكم...أهلاً بكم في مأرب في أي وقت: إخوة وشركاء لا عكفة ومحاربين تابعين..."
لا أحد يريد الحرب...
ووالله إن قطرة دم واحدة تراق لهي أقدس من كل هالات القداسة الكهنوتية التي يريد عبدالملك إسباغها على نفسه وأسرته...
لا أحد يريد الحرب...
لكن الرجال إذا فرضت عليهم يقومون لها بشرف وبطولة...
يا رب ادفع الحرب بعيداً عن مأرب..عن اليمن...وانشر سلامك على البلدة الطيبة...