أمجد خليفة
انتفض الشعب عن بكرة أبيه في 11/2/2011م، فخرج الرجال والنساء، الشباب والفتيات، الأطفال والشيوخ، رافضين الذل والهوان وعدم القبول بحكم الفرد الواحد الذي آثر ثروات الوطن وخيراته لنفسه وللمقربين من حوله، راسمين أمل العيش السعيد بدولة مدنية حديثة سعينا بها للعدالة الاجتماعية والعيش الرغيد والكرامة الإنسانية، بكل ما تحمله هذه الشعارات من معاني، فلم يتوقع أشد المتشائمين بأن شباب الساحات قادرين على اجتثاث رأس الفساد من حكمه ونزع الكرسي من تحته الذي تشبث به طيلة 33 عاماً، سارت أهداف الثورة كما خطيناها بأيدينا سائرين بسفينة الوطن إلى بر الأمان.
نجحنا في إبرام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي شارك فيه جميع أبناء الوطن عن ممثلين لهم من كافة الأصعدة والمكونات والتكتلات والأحزاب والائتلافات وانقضى مؤتمر الحوار بشكل يثبت أن طريق الثورة يتوهج نوراً وإشعاعاً نحو تحقيق غاياتها، وبعد كل ما مرت به الجهود الثورية والتضحيات الشعبية أبى أعداء الوطن والحاقدين على إرادة الشعب في استمرار النجاح للثورة الشبابية الشعبية السلمية وجعلت من بنود مخرجات الحوار حبراً على ورق ولم تلامس أرض الواقع لتبقى ثورتنا نصف ثورة ولم يكتب لثورتنا ما حلمنا به وما رسمناه لأنفسنا بمستقبل يجعل من دولتنا دولة مدنية حديثة.
تكالبت أيادِ الشر والظلام وتكاثفت جميعها على إسقاط الثورة وإرجاع البلاد ليس فقط إلى ما قبل ثورة فبراير المباركة، وإنما إلى حكم الإمامة الذي ثار عليه أجدادنا وآبائنا منذ أكثر من خمسين عاماً، كيف لا؟!.. وقد اتحدَ أحفاد الإمامة القابعين في كهوف صعده مع المخلوع علي صالح وزبانية نظامه البائد بالالتفاف على تنفيذ مخرجات الحوار والشرعية المؤيدة من قبل الشعب عندما أقررناها في 21/2/2012م، والانقلاب على حكم الدولة للاستيلاء على ثروات البلاد وأن يعود المخلوع مجدداً إلى سدة الحكم والانتقام من الشعب الذي قام بخلعه من كرسيه إبان الثورة الشبابية الشعبية المباركة وبموجب المبادرة الخليجية وبرعاية مباشرة من المملكة العربية السعودية التي رعت توقيعها وأشرفت على تنفيذ بنودها.
فشنوا حرباً ضروساً على الشعب والوطن وعثوا في البلاد فساداً وخراباً وتدميراً، وغدر المخلوع بالاتفاقيات والعهود التي أبرمها ولم يقبل بما توعد به فهذه هي صفات الخائن والغادر فهذا رداء يكتسبه منذ قديم الزمن وليس بالجديد عليه، فانتقم المخلوع ومعه الحوثي بشكل اتضح من خلاله حقدهم وبغضهم ومكرهم للوطن بأكمله، ولكن بحمد الله تخلصنا منهم في العديد من المحافظات بفضل الله عز وجل ومن ثم رجال المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، ونحن على أمل كبير أن يشهد شهرنا فبراير لعامنا هذا الخلاص الكامل من شرهم وسوء أعمالهم وبسط الدولة سيطرتها على جميع بقاع الجمهورية وإدارة شؤونها بعين واحده وهي عين الشرعية فقط، دون تدخل إمامي طائفي أو عفاشي مناطقي.