الأرشيف

عمر الثورة !

الأرشيف
الاربعاء ، ١٠ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١٠:٥١ صباحاً

نسيم القواس


خمس سنوات مرت منذ أن انطلقت الثورة الشبابية الشعبية السلمية 11فبراير 2011.

الثورة الكاملة المطالب، الواضحة الأهداف، ومنها وعلى أثرها تسارعت الأحداث من ذلك الوقت ومازالت تتسارع حتى اليوم وحتى تتحقق جميع مطالبها واهدافها .

فكل الشباب الثائر ومعهم أغلب فئات ومكونات الشعب خرجوا للبحث عن حياة كريمة في وطن يتسع للجميع، تضمن فيه الحقوق وتكفل الحريات.

وفي الثورة أيضا شاركت الأحزاب والمكونات السياسية فالبعض منها شارك بكل ثقله في الثورة ثم ضحى بالكثير وقدم ما يستطيع في كل ساحاتها من أجل بناء يمن جديد.

ولكنها فيما بعد وككل الأحزاب السياسية جلست على طاولة المفاوضات السياسية وخلف كواليس السياسة التي جعلت من الثورة السلمية شائعة، فقالت إنها مقدمة لحرب أهلية يقتل فيها أبناء الوطن الواحد بعضهم. قبلت تلك الأحزاب التسويات السياسية من أجل أن يسقط رأس النظام دون أن تراق المزيد من الدماء، ووقعت على المبادرة الخليجية التي كان أهم شرط فيها تنحي رأس النظام عن الحكم وظلت أركانه قائمة في كل مفاصل الدولة.

لتدفع تلك الاحزاب فيما بعد ويدفع معها الشباب ثمن زوال رأس النظام وبقاء الكثير من أياديه وجذوره متغلغلة في أعماق مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية.

وبسبب المبادرة أصبحت الثورة الكاملة المطالب والأهداف ناقصة الشروط في تحقيق الأهداف أو تنفيذ المطالب.

لم تنتهِ القصة هنا فـ"للثورة" وأحداثها جزء آخر . فكما ذكرت سابقاً أن المطلب كان وطن يتسع للجميع .

فتحت ساحات الثورة للجميع أيضا ودخلت جماعة الحوثي الساحات وفيها نصبت خيامها ومنها رفعت مطالبها .

وثارت ضد ذلك النظام الذي شن عليها ست حروب حين تمردت عليه، ولكن لم تكن مشاركتها وثورتها ومطالبها تلك من أجل الوطن الذي يتسع الجميع وإنما من أجل وطن يتسع لمخططاتها، تحمل فيه أحقادها الماضية لتزرعها في حاضرة.

فما أن بدأت الأحزاب السياسية بتطبيق آلية المبادرة الخليجية والقيام بحوار وطني شامل يضم جميع الاطراف، وكانت جماعة الحوثي هي إحدى الأطراف المتحاورة، ولكنها كانت في قاعات الحوار الوطني تحاور وفي ميادين الحرب الذي بدأت بشنها على الشعب تناور.

فمن دماج اعلنت الحرب فشردت أهلها وهجرت ساكنيها، ومن عمران ظهر جليا تحالفها مع صالح وحرسه الصالحي (الجمهوري) وكثيرا من الالوية التي خانت القشيبي وخانت قبل ذلك الوطن فقتل القشيبي وسقط الوطن.

لم تنته الحرب في عمران فقد تقدمت جماعة الحوثي الى كل منافذ صنعاء ورفعت شعار ثورة زائفة اسمتها ثورة 21 سبتمبر اسقطت فيها صنعاء واسقطت كل معسكراتها ومؤسساتها تحت شعار زائف ايضا اسمته اسقاط الجرعة.

لكنها لم تسقط الجرعة ولكن اسقطت الدولة واسقطت معها كل القيم والأخلاق وشرعت الانقلاب الذي لم يقبل به الشعب وخرج للشوارع ليعارضه فأسقطت الحريات وطاردت معارضيها وشردتهم وسجنتهم واقتحمت منازلهم ولم تتوقف هنا، بل تمادت وتحت شعارتها الزائفة قتلت وشردت الكثير من الأبرياء في كل المحافظات وادخلتنا في غمار حرب خسرت فيها وخسرنا نحن الكثير من الابرياء والوطنيين الذي كنا بهم ومعهم سنبني اليمن الجديد.

ولكن رغم ذلك ورغم كل التضحيات مازالت ثورة 2011 بكل مطالبها واهدافها وقيمها مستمرة وسيأتي اليوم الذي ستنفذ فيه المطالب وتحقق الأهداف .. وسننتصر.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)