يتعالى هدير المعارك الجانبية على هواش معركة وطنية كبرى ضد مليشيات الإمامة، ومن الطبيعي حدوث ذلك بفعل تعدد أطراف الخلاص، والأهم، وجود إرادة وطنية تعمل على إنقاذ الموقف.
والأنفع من التراشق بالإتهامات، عمل العقلاء على منع الخلافات المعيقة لتقدم مواكب الخلاص، كون الغرق في صراع الهوامش ينعكس على جهود تحرير البلاد، و إستعادة الدولة.
وأي حريص على وقف مخاطر السباق بين الأحزاب والأفراد سيقف ضد الأخطاء، ويعمل على حلها إذا كان صاحب قرار، وسينتقدها اليوم أو غداً إذا كان ناشط، صحفي، مثقف.
اللحظات الوطنية الفارقة تحتاج مواقف مسؤوله من الجميع، بإعتبار الصمت إزاء أخطاء، وممارسات تجذر للصراعات تعد خيانة لتضحيات الشعب المكافح من أجل العبور إلى الوطن الحلم.
نثق بصدق بعض رموز الأحزاب، ونعول على نزاهة بعض النخب، لكن لا يوجد إنسان عاقل يأتمن شلل عُدت للإفساد على مستقبل وطن.
ومن لم يحيط علما ببواطن الكوارث، سيقتنع ذات يوم بوجود شلل خيانة تطلعات الشعب في كافة الأحزاب، ولديهم فرق فساد، ونخب تدافع عنهم، وجميعهم يبيع البلد في أول تحدي.
قبل وبعد إجتياح مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء بدعم حرس المخلوع صالح هربت شلل هبر ثروة الشعب من مواجهة الإمامة، وقاوم طغيانهم أبناء الفقراء والكادحين.
ففي لحظة متاجرة الأوباش بمأساة الشعب، يبذل الأحرار أرواحهم في جبهات الخلاص من مليشيات الحوثي والمخلوع، وبون شاسع بين متاجر ومناضل.
وللأسف سيأتي النصر بعد رحيل الرجال الأنقياء، وسيحصد الأوباش مع الإماميين المُجمهرين جهود الجمهوريين المخلصين لحاضر ومستقبل الشعب.
أواخر ربيع 2011، صفح قادة المشترك على نخبة النظام البائد ممن وقفوا ضد ثورة 11 فبراير، ولم يكتفوا بذلك، بل خصوهم بالمناصب، والإمتيازات، والصفقات، ومن هناك توالت الكوارث.
في المقابل، شنت شلل تلك الأحزاب حملات ممنهجة ضد شباب فبراير خلال مرحلة الوفاق، واغلبنا عاش جحيم التنكيل الحزبي بجيل الحلم الثوري.
سيعيد التاريخ نفسه بوقاحة بعد تحرير البلاد من مليشيا الإنقلاب، وستصبح نخب الإمامة، جمهورية، وسيتنكر السفلة لمن قاوموا كهنوت خريف الخراب، والواقع خير شاهد.
وسينفذ أبواق وشلل المصالح الحزبية حملات إقصاء ممنهجة، وحفلات شتائم مسعورة على شباب، ونخبة المقاومة، إذا لم تكن قد بدأت هنا وهناك.
نعرف سوء مآلات حرص شلل الإفساد العابر للأحزاب على بناء المستقبل بذات الأدوات المنحطة التي ثار عليها الشعب ربيع 2011، ويقاومها الآن.
بعيداً عن الأحلام الوردية، لن نحلم بعالم فاضل، بل ننشد وطن خال من أوباش النفوذ ورباح الفساد، وليس بوسع الأحرار وقف صفقات التعريص إذا لم يسترد مستقبل الشعب من يد أشباح الماضي، كما تقول معطيات الحاضر.
رغم تراجيدية أمسٌ ذبيح، وغدٌ كسيح يتم بنائه منذ ذاك الصباح الكئيب، سيظل نخبة الأحرار في صف الشعب إلى آخر لحظات الخلاص.
هدفنا في كافة المراحل بناء دولة وطنية، ومؤسسة جيش وأمن لحماية الشعب من طغيان جماعة العنف والموت.