محمود شرف الدين
ها هو الحوثي بعد دخوله صنعاء بأشهر وسيطرته على عدد من المحافظات الأخرى بدأ بتنفيذ مشروعه الحضاري المناهض للفساد ولمراكز القوى التقليدية!!، فما هي أولويات مشروعه الذي تحرك باسمه من صعدة إلى عمران ثم إلى صنعاء ثم ذمار وإب وحجة والحديدة.
إن أولوياته الرئيسية تتمثل في تغيير أسماء الشوارع وكأنها مشكلة متعلقة بحياة الناس المعيشية وتقود اليمن إلى الهاوية فبادر الى حلها، تأتي بعدها عطلة السبت والسعي إلى إعادتها إلى الخميس كما كانت ومنها أيضاً طلاء الأرصفة والمحلات باللون الأخضر في العاصمة والمدن الأخرى.
إضافة إلى تعيين شخصيات ملوثة بالفساد تابعة للنظام السابق الذي ثار عليه الشعب في 11 فبراير 2011م في مواقع المسؤولية العليا في السلطات والمحافظات.
وفرض 5% على التجار وأصحاب المحلات لصالح الجماعة وفي سبيل النبي، بل لا نغفل عن رفعه لعلمه الأخضر فوق مقر الفرقة بدلاً عن العلم الجمهوري وما إلى ذلك من الاحتفالات الباذخة والعبث بالمال العام للإنفاق على أنصاره من خزينة الدولة، هذا هو المشروع الذي زحف من أجله الحوثي إلى صنعاء وبقية المدن.
أما توفير الخدمات العامة كالكهرباء والمياه والصحة وتحقيق الأمن والاستقرار والحد من الفساد ليست ذات أهمية ولا تندرج ضمن أولويات مشروع السيد.
إن ما يقوم به الحوثي اليوم – وهو ذو سلطة فعلية في الدولة - يكشف هشاشة مشروعه وأنه لا يمتلك مشروعاً يقي الوطن من الانهيار والتمزق.
أرثي لحال الذين خدعوا وعقدوا الآمال على الحوثي وإذا بهم مجبرين اليوم على تبرير أخطائه وتنفيذ أولوياته المثيرة للسخرية.
ماذا عساهم أن يقولوا أمام كل ما يجري؟
لو كان الحوثي ضغط من أجل تعيين الكفاءات المعروفة بنزاهتها ووطنيتها في المناصب الهامة بالدولة بغض النظر عن انتمائها بدلاً عن فسدة النظام السابق، بكل تأكيد سيحظى باحترام الجميع وستلتف حوله كل القوى السياسية والمدنية والجماهيرية.
لكنه للأسف جاء ليعيد إنتاج النظام السابق ويرسخ الفساد جهاراً نهاراً ولا يهمه لا الشعب ولا الوطن، هذا ما لمسناه منه وأثار سخط الشارع اليمني ولا تزال في جعبته منجزات تثير العجب.