رضية المتوكل
نعيش وقنبلة تتجول بيننا ، لا يفصلنا عن خطرها ولا يفصلها عن أذيتنا سوى مزاجها الذي لا يوفر أحد ولا يفرق بين أحد وأحد ، حتى أولئك الذين اطلقوها أو هربوا منها في حصون مشيدة قد تعود إليهم عبر قريب أو حبيب مر من جانبها في لحظة انفجارها بالصدفة.
هذا الدم الكثير الكثير لن ننجو منه إلا بدولة ، القنبلة تماماً كالذبابة ، لا يمكن تفاديها في بيئة ملوثة .. والبيئة الملوثة هنا لا تعني طرفاً واحداً .. هي الرئيس والحكومة والتنظيمات السياسية والمسلحة ، وأيضاً النخبة والمجتمع المدني.
اليمن لن يقوم على ظهر طرف واحد يقدم نفسه كمخلص ومنقذ ويدوس في طريقه على البقية .. لم ينجح طرف واحد في فعل ذلك ولن ينجح.
منذ ???? والوضع في اليمن يزداد تعقيداً عاماً بعد عام ، وفرص السير نحو دولة النظام والقانون تتقلص لصالح مشاريع تتفوق على بعضها بالسوء، ومع هذا مازال لدينا حتى اليوم إطار هش لدولة متآكلة ، نحتاج إلى حراك سياسي ومدني يقوي هذا الأطار ، يراجعه ، يراقبه ، يغير فيه لكن بكل الأدوات التي تبنيه ولا تسمح بإنهياره.
من يقتلنا على الطرقات بالقنابل هو مجرم ، وكل من سيدعمه لا بد أنه سينكوي بناره يوماً ، لكن تركه يتجول بيننا جريمة ايضاً يتحمل مسؤوليتها رئيس الجمهورية وحكومته بالدرجة الأولى ، دون أن يلغي ذلك مسؤولية من قدم نفسه رديفاً لهما في الميدان.
لا توجد كلمات قد تعادل فجيعة أهالي الضحايا أو تخفف منها .. لكنهم في القلب ندعو لهم بالصبر.