الأرشيف

من يتحمل المسؤولية وأين يكمن الخطأ؟

الأرشيف
الاربعاء ، ٠٧ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٤٥ مساءً

الأستاذ / أحمد لقمان


صباح دامي ، مؤلم ،والوضع مأزوم فالنعرات الطائفية والجغرافية في حالة مد والوضع الاقتصادي في حالة جزر والدولة تتراجع مكانتها وهيبتها وقيمتها والأمن مهزوز، وبين الحين والآخر نصحو او ننام علي كارثة وجريمة في مدننا شمالا وجنوبا صادمة لكل القيم والمُثل والمبادئ الدينية والإنسانية ، والأخبار او التسريبات التي تتناثر هنا او هناك تثير الحقد وتصعد البغضاء والمستقبل يبدو مضطربا وتوقعات الآخرين عنا بما في ذلك المحبين اننا نسير في اتجاة خطير .
تري اين يكمن الخطأ ؟
ومن يتحمل المسئولية. ؟
وما الذي أوصلنا الي هذا المستوي. ؟ 
الآمال تتراجع. والأفكار تتصادم فمن هو المتسبب في ذلك ؟؟ 
وأين دور القيادة والحكومة وجميع المكونات السياسية وأقطاب الحكم في إيقاف هذة التداعيات

هل طبيعة العلاقة بين أقطاب الحكم ليست بالانسجام الكافي الذي يسمح بالتعامل الكفء مع الأحداث الجسام التي تشهدها بلادنا ؟
هل تشتت أفكارنا افقدنا صوابنا ؟ 
وهل تركيزنا علي كراهية بعضنا وعيوب بعضنا لم يساعدنا في تبيان أحوالنا وتحديد أولوياتنا من اجل تجاوز محنتنا ؟
وهل نحن هوائيين ، نتخيل ونضع أهدافا عظيمة اكثر من قدرتنا ؟ 
وبرامج مثالية تتجاوز طاقتنا وامكانياتنا.؟ 
فما ان ننتهي من إعداد تلك الخطط او البرامج حتي نجدها مبررا للاختلاف حولها بل والتصادم بسببها .
هل نحن بارعين في تقليد أفكار الآخرين لكننا لسنا مؤهلين لتنفيذها ؟ 
هل نحن نتحدث اكثر مما نعمل ؟ 
وهل نهتم بانتقاد الغير في كل شي دون ان ندرك ان الانتقاد ينسحب علينا. 
وهل نضع جداول زمنية ونحن ابعد مايكون عن الالتزام بها ؟ 
نريد الديموقراطية لأقصي مدي وصل اليه الفكر الإنساني. لكننا نفشل في ان نقبل الحوار مع الذين نختلف معهم ، بل لانجيد العمل بصورة جماعية. 
نريد الديموقراطية ونريد إقصاء الآخرين في نفس الوقت !! 
لماذا نحن دائمي الشكوي لبعضنا ولاشقائنا واصدقائنا ؟ 
هل الأحداث الاخيرة والظروف القاسية ولدت لدينا فجورا في خلافاتنا ؟. وحتي حينما نسعي للمصالحة تكون في إطار بناء تحالفات جديدة للتهيئة لخوض صراع مرير من جديد. 
لدينا تناقضات عجيبة : 
فنحن نريد الوحدة وفك الارتباط ونريد انفصال عاجل وآجل وحق تقرير المصير وستة أقاليم وثلاثة واثنين !!
ونريد دولة مدنية لكن حديثة !!
ونريد طرد الشماليين ونشكو من سيطرة الجنوبيين !!
ونريد امن واستقرار !! 
ونريد دولة قوية وأحزاب قوية وجيش قوي يحمي بلادنا وآمن قوي يحمي مجتمعنا لكننا ننتظر
من يحقق لنا ذلك !!! 
ونريد ازدهار وتنمية وتدفق الاستثمارات وان تكون بلادنا مزارا لكن أوضاعنا علي الارض لا تساعد علي ذلك ونريد علاقات طيبة مع محيطنا الاقليمي وان نكون عنصر استقرار في المنطقة ونحن لم نتمكن ان نحققة لأنفسنا. 
الا ترون اننا نحتاج الي وقفة مع النفس لكي نعيد السكينة الي كل منا وحتى نتقي الله في انفسنا وفي أولادنا. !! 
علينا ان نسلم ونقتنع بأنه لا يستطيع احد منا مهما كانت قدراتة او إمكانياته ان يقصي الاخر من هذة الارض الطيبة لكننا نحتاج ان نتعاون في بناء وطن مكلوم ومظلوم ، فابنائه انشغلو ببعضهم وتركو وطنهم ينتظر رحمتهم به وبأنفسهم.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)