الأرشيف

عن وطن يبكيه أبناؤه

الأرشيف
الأحد ، ٠٤ يناير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٠٤ صباحاً

ريا أحمد


في أحد شوارع العاصمة، عرض بائع الماء بضاعته على سائق إحدى السيارات : تشرب يا عم؟
رد عليه الرجل بحنق وحزن: لا أريد ان اشرب ولا أريد ان أأكل ولا أريد شيئاً؟
سأله البائع باستغراب: لماذا يا عم؟
صرخ الرجل بقهر محدثاً السائق الذي يقف بجواره: هل هذا هو الإسلام؟ يمني يقتل يمنياً ؟ مسلم يقتل يمنياً ؟ لماذا؟ ولصالح من؟
هذا الحوار القصير جداً والمعبر جداً جداً اثبت لي ان هذا الشعب ينبذ القتل ويستحقر القتلة ولا يهم المواطن المسكين من يتبع من و من يصلي مسربلاً أو من يضم في الصلاة، لا يهمه من قال يالله ومن يقول يا حسين، هذه التفاصيل لا تهمنا وإنما تهم أشخاصاً لا ينتمون لليمن ولكنهم ينتمون للدماء والدمار.
هزمتنا مصالح المتصارعين على هذا الوطن، أدمت قلوبنا قسوة قلوبهم وأدهشتنا قدرة البعض على المضي لتفجير نفسه ليتشظى جسده ويتشظى أجساد أطفال وشباب ورجال خرجوا من منازلهم جسداً واحداً ولم يعودوا إليه بل توزعت أجسادهم في كل ركن تحتضن أرض الوطن.
لا يهم من هم ولا أين كانوا ولا بماذا يحتفلون، ولكن المهم انهم من أبناء هذا الوطن المنكوب بأبنائه، والأهم أنهم من المسلمين الذين فضل الله هدم بيته حجراً حجراً عن إراقة دم احدهم.
انتهى العام الماضي بمجزرة إب كما انتهى العام الذي يسبقه بمجزرة العرضي وكأن ملوك القتل يأبون إلا ان نستقبل العام الجديد بقهر وألم وحزن أرهق قلوبنا و دموع لا تكاد ان تتوقف.
ثمة من يتفنن في تمزيق هذا الوطن، ويجتهد في ذبحه ويتقن بمهارة وأد فرحة أبنائه مهما كانت بسيطة.
ستظل الدماء تراق طالما ان البعض يرسل رسائله العفنة إلى أطراف أخرى عبر الإنسان المغلوب على أمره، و طالما ان لون الدم صار اللون الدارج الذي نصبغ به يومياتنا دون الالتفات إلى ألوان الحياة الأخرى.. لقد صار لون الحزن هو الوشاح الذي ندثر به منازلنا وشوارعنا و أرواحنا أيضاً.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)