عبدالله دوبلة
تصريحات المسؤولين الاماراتيين تجاه الاصلاح، هي في حقيقتها تعكس أزمة بين دول التحالف العربي اكثر منها بين الامارات والاصلاح.
اذ لا ييدو الاصلاح هنا اكثر من شماعة بالنسبة للامارات لتمرير سياساتها المتباينة مع سياسات المملكة من التدخل في اليمن.
فان كان هدف السعودية وتحت غطاء اعادة الشرعية هو ضمان عدم قيام الحوثيبن كتهديد عسكري للمملكة في المستقبل، لا اظن ان هذا الامر هو بذات الاهمية للامارات أو هو الدافع لها من المشاركة في التحالف.
يعرف الجميع انها لا تطيق الاخوان، ولا احد يطلب منها ان تحبهم، الا ان اثارتها لمسألة هي أبعد ما تكون عن الاصلاح وهي التخاذل عن تحرير تعز هو ليس اكثر من عذر عن تخاذلها هي عن تحرير تعز.
فالواضح ان الامارات لا تريد الذهاب في تدخلها لما هو ابعد من الجنوب، وقد يكون هو الهدف من تدخلها منذ البداية، الا ان ما لا تريد قوله صراحة للسعودية هي قالته ضمنا بالتعلل بالاصلاح. وان كان من رسالة لأحد فهي للمملكة لا للاصلاح.
فالحقيقة التي لا يريد ان يقولها احد ربما هي ان الامارات حرصت ومنذ البداية على تمييز دورها في اطار التحالف كقطب آخر الى جانب المملكة لا معها.
فحين لا يكون مقام هادي وبحاح في الرياض هو كاف لهما عن التسابق على أبو ظبي هو مؤشر واضح على هذا الأمر، ربما ليس أكثر من تمثيل التحالف في عدن عبر ضابطين احدهما سعودي والاخر اماراتي وليس عبر ضابط واحد كما تقتضي العادة.
لا ادري ما ان كنت اقول شيئا جديدا او لا، ما يهمني قوله هو أن أزمة التحالف العربي هي أكبر من أن تكون بين دولة وحزب، وهي معضلة أخرى ربما لا تقل عن التحديات التي قام لأجلها التحالف نفسه..