محمد الحكيمي
" أنا والدولة هنا " هذه هي الرسالة التي أراد الرئيس عبدربه منصور هادي أن يوصلها للأعداء قبل الحلفاء وهو يطأ بقدميه أرض العاصمة عدن بعد مغادرته لها متوجها نحو السعودية .
ولاشك أنه بعودته وفي هذا التوقيت بالذات قد وجه ضربة قاصمة لانقلاب الحوثيين مؤكدا لهم أن الشرعية حاضرة في اليمن بكل أركانها وفي مقدمتها الرئيس الشرعي المنتخب ما يعني أن الانقلابيين أنفسهم باتوا عاجزين عن الحديث عن أي شرعية لانقلابهم المشؤوم والذي مر عليه عام كامل .
عودة هادي أيضا تأتي تتويجا لجهود التحالف العربي وعملياته العسكرية التي هدفت إلى إعادة الشرعية للبلاد ، وحظيت بالتفاف شعبي وجماهيري كبير تم ترجمة هذا الالتفاف من خلال المقاومة الشعبية التي أعلنت الكفاح المسلح في مواجهة الترسانة العسكرية للقوى الانقلابية التي ترى هادي في العاصمة عدن ، فتدرك جيدا أن جبروت الحوثي وصالح هو أوهن من بيت العنكبوت أمام شرعية الرئيس المستمدة من الشعب ، ولا صوت يعلو على صوت الشعب .
هي اذن مرحلة جديدة من تاريخ اليمن الجديد التي بدأت أحداثها من العاصمة عدن ، حيث التحرير لابد أن يكون مصحوبا بالتنمية والبناء بعد دفن حقبة صالح والحوثي إلى الأبد ، وهي مرحلة ستفرض العديد من التحديات الحقيقية أمام حكومة بحاح التي ستجد التحدي الأمني واعادة الخدمات الأساسية تتصدر قائمة التحديات التي تواجهها والتي لابد أن يلمسها المواطن .
هادي عاد إلى أرض الوطن ، وعادت معه الدولة بمعناها الذي تم مصادرته في 21سبتمبر2014 وهو اليوم الأسود في تاريخ اليمن الحديث ، وهذه العودة أيضا تمثل رسالة للتحالف العربي أن جهوده تكاد تحصد ثمارها كما يجب أن يكون ، فالدولة عائدة والانقلاب إلى زوال .