علي البخيتي
ما هو الفرق بين محمد قحطان وبين خالد بحاح أو أي عضو في الوفد الذي رشحه هادي للقاء الحوثيين في مؤتمر جنيف 2؟
ما هو الفرق بين محمد قحطان وبين وزراء الحكومة التي في الرياض، والتي وافق الحوثيين -في مسقط- على عودتها الى صنعاء لممارسة مهامها، كلهم أيدوا العاصفة، والفرق أن محمد قحطان لا تأثير لموقفه ولا يمنح التحالف أي شرعية، لأنه لا يحمل صفة رسمية، بينما الحكومة ووزرائها وهادي لا يزال العالم يعترف بشرعيتهم الى الآن، وموافقتهم على العاصفة هي ما منح التحالف –من وجهة نظر البعض- الشرعية للتدخل العسكري في اليمن.
بمعنى آخر: لو اعلن حزب الإصلاح بكامله –وليس محمد قحطان فقط- في بيان رسمي استدعاء التحالف للتدخل في اليمن وهادي والحكومة رافضين لذلك هل كان سيحدث تدخل؟، الإجابة حتماً لا، فموقف قحطان وحزب الإصلاح تحصيل حاصل مع خلافي الشديد معهم ونقدي اللاذع لهم.
قضية محمد قحطان بالنسبة لي هي المعيار لمدى قبول الحوثيين بمبدأ الحوار مع الآخر المختلف عنهم مذهبياً وسياسياً، وهي المعيار لمدى اعترافهم بمنظومة حقوق الإنسان.
الى الآن ومنذ أكثر من 8 أشهر وأسرة قحطان لا تعرف مصيره، لم يتصل بهم، ولم يلتقوا به، والأخبار عن مصيره متضاربة بين ما يسربه الحوثيين وما يبلغهم به البعض.
مهما كانت الخلافات السياسية والمذهبية بين الحوثيين وبين قحطان، ومهما كانت الأخطاء التي اقترفها قحطان من وجهة نظرهم فهي لا تساوي شيء أمام ما فعله الكثير من الذين يقبل الحوثيون بالتفاوض معهم اليوم، ويقبلون بعودهم الى صنعاء كوزراء ومسؤولين في الدولة بموجب أي تسوية متوقعة.
وعلى كل حال، فلا دخل لأسرة قحطان بكل التهم التي يوجهها الحوثيون له، فمن حقهم معرفة مصيره، وهل هو على قيد الحياة أم لا؟، تلك الحقوق يفترض أن تكون مكفولة لأُسر المعتقلين كافة مهما كانت تهمهم.
هل من عاقل في هذه الحركة يُنهي معاناة أسرة قحطان، إما بتسليم جثمانه أو الإفصاح عن مكان اعتقاله والسماح بزيارته؟.
لا دخل لأسرة قحطان -نسائه واطفاله ووالديه وبقية أسرته- بالمواقف التي اتخذها، ولا ذنب لهم في العدوان والقصف والقتل الذي مارسته العاصفة بحق اليمن أرضاً وانساناً، هم مواطنون يمنيون لهم كامل الحقوق، وأولها أن يعرفوا مصير عائلهم.
لا معنى لأي تصريحات حوثية عن السلام طالما سجونهم تعج بالمختطفين والمخفيين قسرياً، من سياسيين وناشطين وكتاب وصحفيين من مختلف التوجهات، ولا يمكن أن يصدقهم أحد، فـصناعة السلام في اليمن تحتاج الى خطوات عملية على الأرض لا الى تصريحات وبيانات في الفيس بوك وتوتر يُغرد بها بعض ممثلي الحوثيين في مسقط، فيما جناحهم الأمني ينكل بالقوى السياسية وأصحاب الرأي في الداخل ويعتقل ويُخفي ويعذب المئات في السجون.
أتمنى أن يتخذ الحوثيون قرارات شجاعة باتجاه صناعة السلام في اليمن، وأولها إطلاق كافة المعتقلين السياسيين والصحفيين وأصحاب الرأي ورفع اليد عن وسائل الاعلام التي صادروها وإعادة ما نهبوه منها.
* من مدونة الكاتب على شبكة الإنترنيت