الأرشيف

عندما تتحدث الحيوانات..!

الأرشيف
الخميس ، ٠١ يناير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٣٨ مساءً

أحمد عثمان


متنبئ فرنسي يتنبأ بأن الإنسان قريباً سيتمكن من إيجاد لغة تفاهم مشتركة مع الحيوانات، الاكتشافات تبدأ بخيال علمي، والتنبؤ عندهم ليس بعيداً من الخيال العلمي؛ لابتعادهم عن الخرافة التي دائماً ما تصاحب الشعوب المستبدة التي تعمل على نشر ثقافة الخوف والخرافة على غرار قصة «أبو كلبة» و«البوبوح» وما شابه لغرس الخوف في نفوس الأطفال حتى إذا كبروا ساقهم أطرف «شلفوت» بــ «خرافة» أو «عصا».
  الفكرة مثيرة ومسلية، على كلٍّ أنا لديّ قناعة شخصية من زمان أن حدّ المستحيل هو حدّ الخيال، هذه نظرية خاصة بحضرتي؛ فكل ما يُتخيل ممكن أن يكون واقعاً، والموانع هي عوامل زمانية ومكانية، فما هو مستحيل اليوم ومجرد خيال يكون ممكناً بتحول غداً.
 وما يعزز هذه القناعة عندي حديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» في وصف الجنة بأنها «ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر»؛ فالخيال عبارة عن مخزون ذاكرة لواقع الأزمنة والأمكنة يستدعي صوراً ممكنة الحدوث في محيط الكون الكبير الذي يعيشه.
عودة لاكتشاف لغة تفاهم مع الحيوانات.. لتتخيل كيف وأنت تصحو تتفاهم مع الفأر الذي «قرض» حاجات في المطبخ وتوبخه عن أضرار التخريب والخيانة وهتك حرمة البيوت... وكيف يرد الفأر بقول تفهمه «والله ما مخربين عيال، مخربين وخونة إلا أنتم البشر.. الفئران لا تأكل إلا حاجتها ولسد رمق جوعها، لكن أنتم شوف كم تسرقون وكم تقتلون وكم تهدمون من مدن على إخوانكم و«تقحصون» من ثروة وأموال ما يكفي لملايين الجوعى؟.. وبالتأكيد لن يستطيع أحد أن يتهم الحمار بالغباء؛ لأنه «سينهق» ثم يسرد ألف دليل على غباء الإنسان خاصة العربي, وستحرج الكلاب الإنسان بوفائها، وستحتج على المقارنة الظالمة، وستقدم أدلتها المفحمة على أفضليتها، وسيصدر حكم دولي يعتبر المقارنة بين الكلاب والبشر اعتداء وإهانة لا تليق بالكلاب.
ولا أعتقد أن إنساناً سيستعرض على الذئاب والسباع بأنهم مفترسون وبدون رحمة.. هذا سيجعل الحمار يضحك حتى يستلقي على ظهره ويتمرغ في التراب وهو يقارن بين الوحشيتين ويغني «سلام الله على السباع والذئاب.. سلام الله على الكلاب والطهوش والقطط».
أعتقد أن التفاهم مع الحيوانات سيكون له فوائد جمة وفي المقدمة أن المنافقين والفاسدين سيكون حالهم محرجاً؛ فالحيوانات تكره النفاق وتنزعج من الفساد، فلا يوجد حيوان مبذر وفاسد أو فوضوي مثلاً، بل هناك حيوانات تحفظ الثروة وتدير حياتها بنظام متقن ودقيق مثل «النمل» و«النحل».
أعتقد أن الإنسان سيفتضح عندما تصارحه الحيوانات برأيها فيه، وهو الذي يعتبر نفسه ملك الكائنات وإذا به يخون الأمانة ويترك وظيفته في الرحمة والعمران، حتى إن أدنى حيوان سيعد نفسه نموذجاً راقياً بأخلاقه أمام كثير من النماذج البشرية، وسيقدم الأدلة الدامغة وسيكسب القضية الأخلاقية خاصة مع «العرب الجُرب الذي من شافهم هرب» وربما ستطالب هذه الحيوانات بأحقيتها بالحكم والسيادة على هؤلاء الوحوش البشرية الواطئة، وتبدأ فترة حياة زاهية بالأمن والسلام والعدالة.. «إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا».

* الجمهورية نت

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)