محمد عبدالله القادري
انتفاضة قبائل همدان بمحافظة الجوف ضد الطغيان الحوثي يسطر موقف تأريخي لتلك القبيلة إذا استمرت في درب النضال حتى يتم تحرير الجوف واليمن بشكل عام من دنس واستبداد الجماعة الحوثية السلالية العنصرية وحكمها المقيت وتجبرها الظالم، فتلك الانتفاضة التي قامت بها القبيلة الهمدانية في الجوف ، وشنت فيها اعنف المواجهات مع الزمرة الانقلابية ، بسبب قيام عناصر الحوثي بقتل اثنين من أبناءها ، تحمل دلالة واضحة عن القبيلة الأصيلة التي لا ترضخ للظلم ، ولا ترضى بالاستبداد ، ولن تخضع للاستعباد .
قبيلة همدان لها تأريخ عظيم مكتوب بحروف من ذهب على صفحات من نور ، وهذا التأريخ يشهد على دور القبيلة اليمنية في نصرة الحق ، والامتثال للصواب ، والإيمان بالعدالة ، وكيف لا وهي القبيلة اليمانية التي آمنت بالرسالة الإسلامية بمجرد رسالة ، وعندما علم النبي عليه الصلاة والسلام بإسلامها سجد لله شكراً وقال "سلام على همدان سلام على همدان" ، وليس بغريب على تلك القبيلة التي خلدت تأريخاً بالأمس أن تخلده اليوم ، وكما نصرت الرسالة الإسلامية بالأمس ودافعت عن الحق ستدافع وستنصر الرسالة الإسلامية اليوم من تلك الجماعة الحوثية التي تحارب الإسلام وتشتم الصحابة وتقذف زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام ، وتسفك الدماء وتمارس الظلم وتعيث في الأرض فسادا.
النبي عليه الصلاة والسلام قال "الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" ، وقبائل همدان كانت من خيار القبائل في الجاهلية قبل الإسلام من حيث المروءة والكرم ونصرة المظلوم والحكم بالحق والتحلي بالأخلاق الكريمة ، وكانت من خيار قبائل اليمن والجزيرة العربية في الإسلام فلقد آمنت بالرسالة المحمدية في الوقت الذي كانت اغلب القبائل تحارب الرسول الخاتم ودعوته الربانية ، وهاهي اليوم قبائل همدان تثبت أنها من خيار القبائل اليمنية فلقد انتفضت ضد الظلم والاستبداد لتدافع عن النفس والعرض والشرف ، في الوقت الذي فيه اغلب القبائل اليمنية تساند الجبروت الحوثي وتخضع للكهنوت السلالي ، وتذعن للاستبداد العنصري.
قبائل همدان آمنت بالرسالة لأنها وجدت أن الإسلام دين مساواة وعدالة ، والناس فيه سواسية كأسنان المشط، ولا فرق لأعجمي على عربي إلا بالتقوى ، ولن تؤمن بالإسلام الحوثي اليوم الذي يخالف الإسلام الرباني ويدعي التفريق بين السادة والقبائل ، ويزعم الأفضلية للسلالة على البقية ، ويعتقد الأحقية للآل على بقية فئات المجتمع وأنسابهم وطبقاتهم !
قبيلة همدان أسلمت بالرسالة لأنها وجدت الدين الإسلامي يصون الأعراض ، ويكفل الحقوق ، ويحمي الحرمات ، ويدافع عن الممتلكات ، فدماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، ولأن تهدم الكعبة حجراً حجراً خير عند الله من أن يراق دم امرؤ مسلم ،، ولن تسلم وتستسلم للإسلام الحوثي اليوم الذي ينتهك الأعراض ويسفك الدماء ، ويفجر المنازل ، ويسلب الحقوق ، ويستعبد الأحرار ، ويستذل الإنسان !!
قبيلة همدان لبت دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لأن وجدت الرسالة التي جاءتها من النبي حملتها صحابة أخيار ، جبينهم كأنوار الصبح ومشاعل النهار ، وجاءوا يدعون إلى الخير والهدى بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة ، ولن تلبي اليوم دعوة السيد الحوثي الذي يرسل بلجانة الشعبية وعناصرها سفاكين الدم وقطاع الطرق !
قبيلة همدان آمنت بالقران الكريم كلام الله ودستور البشرية ، ولن تؤمن بملازم حسين الحوثي التي لا تعرف من الإسلام إلا اسمه ومن القران إلا رسمه !
قبيلة همدان أهل إيمان ولن يكونوا أهل بردقان ، وهم أهل حكمة يمانية ولن ينخدعوا بالمسيرة الحوثية الشيطانية .
ما حدث في الجوف هو موقف بطولي لا مثيل له ، قامت به قبائل همدان وخاضت مواجهة عنيفة أجبرت الجماعة الحوثية على التراجع والانسحاب من عدة مواقع ، وألحقت بها خسائر فادحة ومرغت أنوفها في التراب ، ورغم أن رجال قبائل همدان لا يمتلكون إلا أسلحتهم الشخصية ، وليس لهم إمداد وتعزيز من أي جهة ، ولكنهم يمتلكون إرادة قوية ، وضمائر حية ، ونخوة أبية ، ويجب عليهم إن يستمروا حتى يتم تحرير محافظة الجوف من الجماعة الشيطانية ، ويتجهوا بعدها مع بقية رجال المقاومة نحو صنعاء لتحريرها من الانقلاب السلالي ، ،، وهنا سيخلد التأريخ مرة أخرى سلام على همدان سلام على همدان سلام على همدان .