عبد الخالق عطشان
وحدة الغاية والهدف تقوده إلى وحدة الصف ووحدة الصف تقود إلى وحدة القرار والذي يخرج منه وسائل متعددة متفق عليها لتحقيق الهدف وبلوغ الغاية ونيل المراد.
شهور متتالية والمقاومة (اليمنية) تخوض غمار حرب تقرير المصير وتثبيت دعائم أركان الشرعية المتصدعة أو بالأصح الشرعية المنفية والتي يعيش قادتها في غرف مرفهة ومغلقة يطلون من نوافذ القنوات ليؤكدوا على عودة الشرعية ويوجعون الانقلابيين بألسنتهم وتصريحاتهم وتهديدهم ووعيدهم ووعودهم للمرابطين بالدعم وفيما قادة الشرعية في تلك الفنادق والقصور فهنا وعلى ارض الرباط والخنادق مقاومة مازالت في معظمها تتلقى الدعم من تلقاء نفسها وتتصدر المشهد النضالي ببسالتها وصمودها وتقدم أغلى وارقي رجالها قرابين لعودة الشرعية وترسيخ قيم الوطنية .
المقاومة اليمنية يجري التعامل معها من قبل الراعين الرسميين للشرعية (التحالف) تعاملا غير عادلا فمقاومة عدن وما جاورها فالدعم لها كان بالأطنان وواضحا للعيان دعما سخيا بينما المقاومة في تعز فالدعم لها كان لها بالكيلو والرطل ورعود وبروق تسري من سماء الرياض غير أن سحائبها تمطر في الضالع وعدن .. ومما يزيد الطين بلة حين تأتيك الأخبار بأنه يتم تفريخ المقاومة ويستأثر فصيل هزيل تأتي من جهته الهزائم دون الفصيل الحقيقي والأبرز بالدعم وكل ذلك بعلم شرعيتنا الموقرة وتحالفنا المبارك ..
في مأرب الدعم والتعزيزات قد ملأت السهل والجبل غير أن هذه التعزيزات مازالت تتلقى مدفعية الكاتيوشا الانقلابية القريبة فتصيب مركز المحافظة ومعسكرات هامة ( كوفل) وهذا يدل على أنها مقاومة تراوح في مكانها وتقدمها مازال إعلاميا وتنتظر ساعة الصفر وهذه الساعة تحتاج لبطارية.
في اغلب الجبهات تنسحب المقاومة ليس ( تكتيكات عسكرية) ولا ( خدع حربية) وإنما لانعدام الدعم ( مقاومة دمت) أنموذجا والتي أبلت بلاءً حسنا وبُح صوتها ترجو الدعم والذي كما قيل انه أُنزل في منطقة سناح فاستأثر به آخرون فسقطت دمت وارتقى الشهداء يتقدمهم الشهيد الشاعر [نائف الجماعي] ..
يُصر البعض أو الأغلب في معظم القنوات الإعلامية على تكريس مُسمى ( المقاومة الجنوبية)بما فيها من تتحدث على شرعية الرئيس هادي وضرورة عودتها بل وبعض القنوات الخارجية والتي تسير في ركب التحالف عبر استقدام محللين وإعلاميين يصرون على هذه التسمية ليؤكدوا على أنها مقاومة مستقلة اسما ومعنى وهي أداة من أدوات التحرير والتحرر ليس من سلطة الانقلابيين فحسب بل من كل ما يرتبط بالشمال الزيدي.. ومما يثير الاستغراب إيمانهم بشرعية هادي والتي يتخذونها مطية للانفصال بينما يكفُرون بالوحدة حتى لو كان هادي معها غير أن ما يثير الاستغراب أكثر هو صمت التحالف على هكذا أمر والتغاضي عنه .
كيف لمقاومة أن تعيد الشرعية و هي مازالت تُفَرَخ ويُتعامل معها بانتقائية ?! وكيف لمقاومة إعادة الشرعية والشرعية تحسب قادتها جميعا وقُلوبها شتى ..?!! وكيف لهذه المقاومة أن تُرسي قواعد الشرعية وتوحد صفها وداعموها يجتمعون على قرار ويختلفون في قرارات عدة ... فدولة تستضيف رموزا للانقلاب وتتعامى عن بقية الرموز الأساسية في الميدان ولم تصبها نيرانها بينما تتوعد الانقلابيين وتعِد بإعادة الشرعية ..ودولة أخرى أضحت معبرا لهروب وخروج قادة الانقلاب ومتنفسا لهم ..
المقاومة الحقيقية هي التي تستمد قوتها من شرعية قوية متماسكة منسجمة وشرعية تستمد دعم إعادتها من تحالف متناغم مع بعضه إذا اتفق على الهدف اتفق على الوسائل وبشفافية عاليه .. بهذا تُعاد الشرعية وغير هذا فارفعوا أيديكم عن المقاومة الحقيقية والمشهود لها بالنضال وهي من ستأتي بشرعية حقيقية ومشهودة أيضا.